بدء إزالة الأنقاض في غزة تمهيدًا لإعادة الإعمار وسط تحذيرات أممية من بطء المساعدات

بدأت في قطاع غزة، الأربعاء، عمليات إزالة الأنقاض في إطار جهود التعافي المبكر تمهيدًا لانطلاق عملية إعادة الإعمار، بينما طالبت منظمات أممية بضرورة تسريع الإجلاء الطبي وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في غزة، إن البرنامج بدأ رسميًا جهود إزالة الأنقاض لإفساح المجال أمام مشاريع إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن حجم الركام الناتج عن الحرب يعادل 14 هرمًا من أهرامات الجيزة، أي ما يقارب 55 مليون طن من الأنقاض.
تحذيرات طبية وإنسانية
من جانبها، أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن وقف إطلاق النار وفتح المعابر يمثلان فرصة عاجلة لإنقاذ الأرواح، مشددة على ضرورة تسريع عمليات الإجلاء الطبي للمرضى الذين لا يمكن علاجهم داخل غزة بسبب نقص المعدات والأدوية.
وفي السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم منظمة يونيسف، تيس إنغرام، إن “الوضع في قطاع غزة مروع جدًا، ولا بد من زيادة تدفق المساعدات”، مضيفة أن “كثيرًا من المستشفيات تفتقر إلى المواد الطبية المنقذة للحياة، ولا تتوافر حاضنات أو أجهزة تنفس صناعي كافية”.
وأضافت إنغرام أن “العديد من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى رعاية فورية”، مشيرة إلى أن يونيسف تمكنت من إدخال بعض المعدات الطبية خلال الأسبوعين الماضيين، لكنها أكدت أن هذه الخطوة “غير كافية إطلاقًا لتغطية الحاجة الفعلية”.
الأمم المتحدة: سباق مع الشتاء
وحذر فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، من أن الوقت ينفد قبل حلول الشتاء، داعيًا إسرائيل إلى السماح بإدخال كميات أكبر من مواد الإيواء والمواد الإغاثية.
وأوضح أن منظمات الإغاثة تمكنت مؤخرًا من الوصول إلى مناطق كانت معزولة، وتمكنت من توزيع 300 خيمة و14,700 بطانية في مناطق متضررة جنوب القطاع.
في المقابل، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن 986 شاحنة مساعدات فقط دخلت منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، معتبرًا أن ذلك “يعكس استمرار سياسة الخنق والتجويع والابتزاز الإنساني بحق أكثر من مليوني ونصف مواطن في القطاع”.
جهود محلية لإعادة الحياة
وفي الميدان، رصدت كاميرات الجزيرة جهود بلدية غزة لفتح الطرق وإصلاح خطوط المياه وجمع النفايات المتراكمة.
وذكرت البلدية أنها وضعت خطة عاجلة لترتيب الأولويات تشمل تشغيل الآبار ومحطات الضخ وإعادة الخدمات الأساسية، مع تحديد الأعمال التي تتطلب دعمًا دوليًا إضافيًا.
يُذكر أن إسرائيل شنت بدعم أمريكي حرب إبادة على غزة بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت عامين، وأسفرت عن مقتل أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، وتسببت في تدمير نحو 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع.