العالم العربيسوريا

سوريا تؤكد سعيها لتجنب التصعيد مع إسرائيل.. ونتنياهو يربط مستقبل التعامل مع الشرع بإقامة منطقة منزوعة السلاح

أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الخميس، أن بلاده تعمل على تفادي أي تصعيد مع إسرائيل، وتحرص على الرد دبلوماسيًا على ما وصفه بـ”الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة” داخل الأراضي السورية.

وقال الشيباني، خلال جلسة حوارية في معهد تشاتام هاوس في لندن، إن إسرائيل “تلعب دورًا سلبيًا” في سوريا، مضيفًا أن دمشق “لم تنجر للاستفزاز” وتسعى إلى الحفاظ على الهدوء. وأشار إلى أن بلاده تنظر إلى أي اتفاق محتمل مع إسرائيل في إطار جهود “إعادة بناء سوريا”.

وذكر الوزير أن زيارته الأخيرة إلى واشنطن برفقة الرئيس السوري أحمد الشرع كانت “ناجحة جدًا”، وأن مسار العلاقات مع الولايات المتحدة “يسير بشكل جيد”، معتبرًا أن رفع “عقوبات قيصر” بشكل كامل عن سوريا “مسألة وقت”.

وكان الرئيس الشرع قد عقد مطلع الأسبوع اجتماعًا في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في لقاء وصف بأنه تاريخي، وجاء عقب شطب الشرع من قوائم الإرهاب الأميركية، وبعد أشهر من التحول السياسي الذي أعقب إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد نهاية 2024.

نتنياهو: مستقبل العلاقة مع الشرع مرهون بمنطقة منزوعة السلاح

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مستقبل التعامل مع الرئيس السوري الجديد سيتحدد على أساس التعاون في إقامة منطقة منزوعة السلاح جنوب غرب سوريا قرب الجولان المحتل.

وأوضح نتنياهو في مقابلة مع صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن وجود ترتيبات أمنية لحماية سكان الدروز في المنطقة شرط أساسي للتقدم في العلاقة بين الجانبين.

وفي مقابلة أخرى مع واشنطن بوست، أكد الشرع أن “نزع سلاح منطقة بأكملها سيكون أمرًا صعبًا”، معتبرًا أن غياب السيطرة السورية سيعرّضها لخطر استخدام تلك المناطق منصة لشن هجمات متبادلة. وشدد على أن “هذه أراضٍ سورية وينبغي أن تتمتع سوريا بحرية التصرف فيها”.

تصاعد التوتر والغارات رغم الالتزام باتفاق فصل القوات

وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية داخل سوريا منذ سقوط نظام الأسد، رغم تأكيد دمشق التزامها باتفاق فصل القوات لعام 1974.

وأسفرت مئات الضربات خلال الأشهر الماضية عن خسائر بشرية ومادية في مواقع مدنية وعسكرية سورية.

ولا تزال إسرائيل تحتل هضبة الجولان منذ حرب 1967، فيما تجري مفاوضات غير مباشرة بوساطة أميركية حول ترتيبات أمنية محتملة مستقبلاً.

ملف إيران: نتنياهو ينفي الضغط الأميركي

وفي سياق آخر، نفى نتنياهو أن تكون واشنطن قد ضغطت على إسرائيل لإنهاء الحرب ضد إيران يونيو الماضي، موضحًا أن العملية العسكرية حققت أهدافها الرئيسية.

وشهدت تلك المواجهة هجمات متبادلة واسعة بين إسرائيل وإيران، تخللتها ضربات إسرائيلية على منشآت نووية وعسكرية، وردّ إيراني بصواريخ وطائرات مسيّرة، قبل أن تتدخل واشنطن وتعلن اتفاق وقف إطلاق النار في 24 يونيو.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى