دعوة إعلامي إسرائيلي لاستهداف مصر تثير صدمة وتغذي المخاوف الإقليمية

أثار إعلامي إسرائيلي موجة من الغضب والذهول بعد أن دعا علنًا إلى تصعيد العلاقات المتوترة مع مصر وتحويل ما وصفه بـ”السلام البارد” إلى “حرب باردة” مشيرًا إلى أن القاهرة ينبغي أن تكون الهدف التالي بعد طهران بسبب ما زعم أنه “مواقفها الجريئة ضد إسرائيل”
وظهر الإعلامي زفي يحزكيلي في مقابلة متلفزة أطلق خلالها تصريحات حملت طابعًا عدائيًا شديد اللهجة تجاه مصر في تصعيد غير مسبوق من شخصية إعلامية تُعرف بقربها من دوائر القرار الأمني والاستخباراتي داخل إسرائيل
أوضح يحزكيلي أن مواقف مصر الأخيرة بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة خاصة منذ السابع من أكتوبر قد أثارت قلق صناع القرار في تل أبيب مشيرًا إلى أن القاهرة اتخذت موقفًا مغايرًا لما كانت عليه في سنوات سابقة وأردف أن مصر لعبت دورًا رئيسيًا في فضح الممارسات الإسرائيلية في المحافل الدولية عبر التحركات الدبلوماسية المكثفة التي قادتها منذ اندلاع الحرب والتي خلفت أكثر من 37700 شهيد فلسطيني وأكثر من 85000 مصاب حتى الآن في قطاع غزة
أضاف أن مصر اتخذت موقفًا متماسكًا تجاه القضية الفلسطينية من خلال فتح معبر رفح جزئيًا لإدخال المساعدات الإنسانية والتنديد العلني بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل في رفح وخان يونس وغزة موضحًا أن تلك التحركات أزعجت القيادة الإسرائيلية بشكل واضح وجعلتها تعيد تقييم موقفها من الشراكة الاستراتيجية التي كانت قائمة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد قبل 45 عامًا
زعم يحزكيلي أن على إسرائيل أن تعيد النظر في ترتيباتها الإقليمية وأن تتعامل مع مصر باعتبارها لاعبًا غير مضمون في المرحلة القادمة وهو ما وصفه مراقبون بأنه خطاب تحريضي خطير يستهدف استقرار العلاقات بين البلدين التي ترتكز على توازن حساس منذ أربعة عقود
لفت مراقبون إلى أن هذه التصريحات تأتي في سياق حملة دعائية متنامية داخل الإعلام الإسرائيلي تحمل نبرة عدائية واضحة تجاه الدول العربية التي انتقدت المجازر الجارية في غزة ونوهوا إلى أن هذا الخطاب يعكس أزمة ثقة متصاعدة بين إسرائيل وشركائها الإقليميين في ظل استمرار الحرب وتوسعها جغرافيًا وسياسيًا
استنكر مراقبون هذا الطرح المحرض مؤكدين أن مثل هذه الدعوات تهدد بإعادة المنطقة إلى أجواء التوتر والصراع المفتوح محذرين من أن استمرار الخطاب العدائي قد يُشعل مواجهات دبلوماسية وربما عسكرية لا تُحمد عقباها في الإقليم