العالم العربي

بشارة بحبح: مفاوضات غزة في مرحلة حرجة وتركيا شرط حاسم لنجاح القوة الدولية

قال رجل الأعمال الأمريكي من أصل فلسطيني بشارة بحبح إن التوصل إلى سلام دائم في قطاع غزة يتطلب إيجاد مسار سياسي وأمني مقبول للفلسطينيين، مؤكدًا أن مفاوضات وقف إطلاق النار دخلت مرحلة حرجة وحساسة للغاية، وأن مشاركة تركيا في أي قوة دولية داخل غزة تُعد شرطًا أساسيًا لنجاحها.

وأوضح بحبح، الذي يشارك بشكل غير رسمي في الاتصالات الجارية بين الولايات المتحدة وحركة حماس، أن اندلاع حرب جديدة في غزة غير مرجح، مشيرًا إلى أن أهالي القطاع أنهكتهم الحرب والدمار، ولا يرغبون في تكرارها، لكن مسار التفاوض يمر بمنعطف خطير يتطلب حلولًا مقبولة فلسطينيًا لضمان استدامة السلام.

ملفات أساسية لم تُحسم بعد

وأشار بحبح إلى أن عددًا من الملفات الجوهرية في اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال دون حسم، من بينها تشكيل مجلس سلام غزة، واللجنة الفنية الفلسطينية التي ستتولى إدارة القطاع، إضافة إلى القوة الدولية المزمع نشرها.

ولفت إلى أن دخول قوة دولية إلى غزة سيُحدث تحولًا كبيرًا في المشهد الأمني، موضحًا أن وجود جنود أجانب سيقلّص قدرة إسرائيل على تنفيذ هجمات عسكرية، لأن أي استهداف لهم—even بالخطأ—قد يُشعل أزمة دولية واسعة.

وتوقع أن تتضح معالم هذه الملفات قبل نهاية العام الجاري 2025، في ظل القرار الدولي الذي يسمح بإنشاء قوة دولية مؤقتة حتى نهاية عام 2027، وإدارة غزة عبر حكومة تكنوقراط فلسطينية انتقالية، ضمن إطار سياسي أوسع يشمل إعادة الإعمار.

تركيا عنصر حاسم في القوة الدولية

وأكد بحبح أن تركيا تمثل عنصرًا محوريًا لا غنى عنه في أي قوة دولية بغزة، معتبرًا أن مشاركتها شرط لنجاح الانتشار الدولي، خاصة أن عدة دول ترفض دخول القطاع دون وجود تركي.

وأوضح أن الفلسطينيين يدعمون بقوة هذا الدور، معتبرين أن الوجود التركي مصيري بالنسبة لهم، كما أشار إلى أن هذا الملف قد يُطرح خلال اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أواخر ديسمبر الجاري، رغم المعارضة الإسرائيلية لمشاركة تركيا، وهو ما يجعل القرار النهائي بيد واشنطن.

نزع سلاح حماس… العقدة الأصعب

ووصف بحبح ملف نزع سلاح حركة حماس بأنه الأكثر تعقيدًا وحساسية، موضحًا أن إسرائيل تسعى إلى جمع الأسلحة وتدمير الأنفاق ووقف التصنيع العسكري، بينما ترى حماس أن هذا الملف لا يُناقش إلا ضمن مفاوضات شاملة تشمل انسحابًا إسرائيليًا كاملًا، وانتشار قوة دولية، ومسارًا سياسيًا يقود إلى دولة فلسطينية.

وأكد أن مطالب الطرفين متعارضة، وأن إسرائيل تريد فرض شروطها بالكامل، وهو أمر غير قابل للتحقق، مشددًا على ضرورة التوصل إلى حل وسط يلقى قبول الفلسطينيين.

ترامب مصمم والاتفاق لن ينهار

ورغم صعوبة المشهد، شدد بحبح على أن عملية السلام في غزة لن تنهار، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصمم على إنجاح الاتفاق الذي يحمل اسمه، وأن الأسابيع المقبلة قد تشهد تطورات مهمة.

وانتقد بحبح الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لبنود الاتفاق، لا سيما ما يتعلق بفتح معبر رفح، والسماح بدخول المساعدات الغذائية والمعدات الثقيلة، ووقف استهداف المدنيين والمنازل، معتبرًا أن هذه الانتهاكات لن تتوقف دون تدخل مباشر وحاسم من واشنطن.

ومنذ مايو 2024، تواصل إسرائيل السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وتفرض قيودًا مشددة على حركة الأفراد والمساعدات، ما فاقم الأزمة الإنسانية في غزة، رغم سريان وقف إطلاق النار.

وبدعم أمريكي، أسفرت حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ 8 أكتوبر 2023 واستمرت عامين عن أكثر من 70 ألف قتيل ونحو 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى