انقسام داخل حكومة الاحتلال: مراقبون يختلفون حول حقيقة خلاف نتنياهو وسموتريتش

تباينت آراء المراقبين والمحللين السياسيين بشأن حقيقة الخلافات المعلنة بين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحليفه وزير المالية ورئيس كتلة “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش، على خلفية قرار الحكومة الأخير باحتلال مدينة غزة.
انكشاف الانقسام وأثره على صورة الحكومة
المحلل السياسي وسام عفيفة رأى أن الانكشاف العلني للخلافات داخل حكومة الاحتلال “يُضعف صورتها ويعزز شعور الشارع الإسرائيلي بأن الحرب تُدار بلا رؤية متفق عليها”، الأمر الذي يقلل من ثقة الجمهور بقدرتها على تحقيق أهدافها المعلنة.
وأشار عفيفة، في حديثه لـ”قدس برس”، إلى أن تفاقم الخلاف يضعف الموقف الإسرائيلي أمام الوسطاء، إذ يظهر إسرائيل كطرف منقسم داخليًا، ما يمنح خصومها ـ وفي مقدمتهم حركة “حماس” ـ فرصة لتعزيز موقفهم التفاوضي والميداني، ورفع سقف مطالبهم في ملفات مثل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
تصريحات سموتريتش بين الجدية والتكتيك
من جانبه، قال الباحث في مركز “يبوس” للاستشارات والدراسات الاستراتيجية سليمان بشارات، إنه لا يمكن أخذ تصريحات سموتريتش بشأن فقدان الثقة بنتنياهو على محمل الجد، مذكرًا بأن الوزير هدد مرارًا منذ بداية الحرب بالاستقالة دون تنفيذ تهديداته.
وأوضح بشارات أن سموتريتش، بعد تحقيق تقدم في مشروع الاستيطان بالضفة الغربية، أصبح يتمتع بقاعدة جماهيرية أوسع في أوساط اليمين المتطرف، ما يمنحه أفضلية انتخابية وفق استطلاعات الرأي الأخيرة. واعتبر أن هذه المواقف قد تكون جزءًا من أدوات يستخدمها نتنياهو لتخفيف الضغوط عليه، خصوصًا من الولايات المتحدة، سواء لتأجيل العملية العسكرية في غزة أو لبحث اتفاق محتمل.
تنسيق سياسي أم صراع حقيقي؟
يرى بشارات أن سموتريتش يتحرك ضمن تنسيق مسبق مع نتنياهو، مستشهدًا ببقائه في معسكره طوال فترة الحرب، بخلاف شخصيات أخرى مثل إيتمار بن غفير. وأضاف أن التيار الديني الصهيوني الذي يمثله سموتريتش لا يملك بديلًا سياسيًا عن نتنياهو، مشيرًا إلى أن الأخير خدم مصالح هذا التيار بصورة كبيرة.
وختم بشارات بالقول إن سموتريتش يسعى إلى تعزيز رصيده الشعبي عبر ملفات مثل إلغاء قانون فك الارتباط، في الوقت الذي يتيح فيه طرحه لـ”الحسم العسكري” لنتنياهو أن يظهر بمظهر الوسطي بين الدعوات المتشددة والمطالب الدولية بضبط العمليات العسكرية.