أعلن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي تضامنه الكامل مع إضراب عمال مصانع السكر في الصعيد والحوامدية، مؤكدًا أن مطالبهم مشروعة وعادلة، ومنددًا بالتهديدات بالخصخصة والضغوط الأمنية التي مورست على العمال.

فجوة في الإنتاج وسياسات مضرة بالقصب

أوضح الحزب أن السياسات الاقتصادية المتبعة منذ سنوات أدت إلى حدوث فجوة في إنتاج السكر تصل إلى 25%، وهو ما أجبر مصر على استيراد ما يتراوح بين 400 إلى 800 ألف طن من السكر سنويًا. كما اعتبر أن وضع تسعيرة ضعيفة لشراء قصب السكر ساهم في عزوف المزارعين عن توريده للشركات ولجوئهم إلى بيعه للعصارات، إلى جانب تراكم متأخرات الفلاحين، ومضاعفة أسعار السكر في الأسواق.

المصانع والعمال

تضم شركة السكر والصناعات التكاملية أكثر من عشرة مصانع ممتدة من الحوامدية حتى أسوان، ويعمل بها أكثر من عشرة آلاف عامل بالإضافة إلى العمالة الموسمية. ومنذ ثلاثة أسابيع بدأ الإضراب في مصنعي إدفو وكوم أمبو، ثم امتد ليشمل باقي مصانع الصعيد وصولًا إلى مجمع الحوامدية.

مطالب العمال

قدّم العمال قائمة بمطالبهم التي شملت:

• زيادة الرواتب.
• صرف العلاوات المتأخرة منذ عام 2017.
• زيادة البدل النقدي وبدل الوجبة.
• صرف المنحة الخاصة التي أُقرّت مؤخرًا.
• الاعتراض على استقطاع ما لا يقل عن 700 جنيه من الرواتب لصالح التأمين الصحي الشامل.

كما طالب العمال بتوفير مستشفى داخل المصانع لخدمة العاملين.

تهديدات بالخصخصة وضغوط أمنية

بحسب البيان، فقد اجتمعت بعض اللجان النقابية مع رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية، الذي هدد العمال بالخصخصة وبيع المصانع، موجهًا لهم اتهامات بالتسبب في خسائر الشركة، ومضيفًا: “احمدوا ربنا إنكم بتقبضوا”. وانتهى الاجتماع دون نتائج، فيما تعرّض العمال لتهديدات من الأجهزة الأمنية، ما أدى إلى فضّ الإضراب في بعض المواقع واستمراره في مصانع أسوان.

موقف الحزب

أكد حزب التحالف الشعبي الاشتراكي أن العمال غير مسؤولين عن السياسات الاقتصادية الخاطئة التي حولت مصر من دولة مصدّرة للسكر إلى مستوردة له، كما دفعت مزارعي القصب في الصعيد للتحول إلى محاصيل أخرى مثل الشمر واليانسون ذات العائد الأعلى.

واعتبر الحزب أن الأزمة الحالية يتحملها في النهاية كل من العمال الذين تضررت أوضاعهم، والمستهلكين الذين يواجهون زيادات متتالية في أسعار السكر نتيجة ممارسات ما وصفه بـ”مافيا المستوردين”.

ختام البيان

واختتم الحزب بيانه بالتأكيد على أن إضراب عمال مصانع السكر هو حق مشروع، وأن مطالبهم عادلة في مواجهة “السياسات الفاسدة التي تعمل على تدمير زراعة القصب وصناعة السكر وخراب بيوت آلاف الأسر في صعيد مصر”.