وسط حصار مشدد.. تشييع الشهيد عودة الهذالين في مسافر يطا بعد 11 يومًا على احتجاز جثمانه

شيّع الفلسطينيون أمس الخميس جثمان الشهيد عودة الهذالين (31 عامًا) في قرية أم الخير بمنطقة مسافر يطا جنوب مدينة الخليل، وذلك بعد أن سلّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جثمانه، الذي احتجزته لأكثر من 11 يومًا منذ استشهاده برصاص مستوطن إسرائيلي.
ورافق موكب التشييع إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الاحتلال، شملت نصب حواجز وإغلاق مداخل القرى، ومنع وصول المواطنين والصحفيين والمتضامنين الأجانب إلى موقع الجنازة، ما فاقم من حالة التوتر والغضب في المنطقة.
ورغم التضييق، انطلقت مراسم التشييع من منزل شقيق الشهيد في أم الخير، بعد منع الاحتلال إدخال الجثمان إلى منزل الشهيد، مرورًا بمدرسة الصرايعة الثانوية التي كان يعمل بها مدرسًا، حيث أُلقيت عليه نظرة الوداع، وأدى المشيعون عليه صلاة الجنازة، ثم وُوري الثرى في مقبرة القرية.
مستوطن يقتل ومعلم يُحتجز
وكان الهذالين قد استشهد في 28 يوليو/تموز الماضي، برصاصة مباشرة في الرأس أطلقها مستوطن من مسافة قريبة، أثناء تصديه لجرافات الاحتلال التي كانت تقوم بتجريف أراضٍ فلسطينية في منطقة الخربة.
ووفقًا لشقيقه عزيز الهذالين، فقد “قُتل عودة بيد مستوطن حاقد، واحتُجز جثمانه أحد عشر يومًا، واعتُقل أكثر من 20 شابًا من القرية بعد الحادث، بينما أُفرج عن القاتل فورًا”.
وكانت سلطات الاحتلال قد اشترطت على العائلة عدة أمور لتسليم الجثمان، من بينها عدم دفنه في المنطقة، وعدم إقامة خيمة عزاء، في محاولة لمنع أي حراك شعبي أو تضامن واسع مع الشهيد، الذي كان ناشطًا معروفًا في مجال حقوق الإنسان ومناهضة الاستيطان.
“لا أرض أخرى”… وصوت لم يُرد له أن يُسمع
عودة الهذالين كان متزوجًا وأبًا لثلاثة أطفال، وعُرف بمواقفه الثابتة ضد الاستيطان، وكان أحد أبرز وجوه النضال الشعبي في جنوب الضفة، وظهر في الفيلم الوثائقي “لا أرض أخرى” الذي حاز جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي، والذي سلّط الضوء على معاناة سكان مسافر يطا.
وقد أثار الفيلم غضب حكومة الاحتلال، التي وصفته بأنه “تشويه لصورة إسرائيل”، خاصة أنه كشف بأسلوب مباشر سياسات التطهير العرقي والتهجير القسري في القرى المهددة بالهدم جنوب الخليل.
ورغم توثيق جريمة القتل بمقاطع مصوّرة، أفرجت محكمة إسرائيلية عن المستوطن ينون ليفي، المتهم بإطلاق النار على الشهيد، وحولته إلى الحبس المنزلي، رغم إدراجه سابقًا على قوائم العقوبات في كل من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا.
خلفية
تُعد منطقة مسافر يطا من أكثر المناطق استهدافًا من قبل سلطات الاحتلال، التي أعلنتها “منطقة عسكرية مغلقة”، وتسعى منذ سنوات إلى تهجير سكانها البالغ عددهم نحو 1000 فلسطيني، لصالح مشاريع استيطانية، وسط دعم منظمات يمينية متطرفة وجماعات المستوطنين.