نيويورك تايمز: نتنياهو أطال أمد الحرب على غزة لمصالحه السياسية وتجاهل تحذيرات جنرالات الجيش

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تحقيق استقصائي نُشر الجمعة واستغرق العمل عليه 6 أشهر، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أطال أمد الحرب على قطاع غزة خلافاً لرؤية قادة الجيش، مدفوعاً بـ”مصالح سياسية وشخصية”، وفق شهادات أكثر من 100 مسؤول إسرائيلي وأمريكي وعربي، ووثائق رسمية.

وأوضح التحقيق أن نتنياهو تجاهل تحذيرات استخباراتية متكررة قبل 7 أكتوبر، منها تقرير قدمه له جنرال كبير أثناء وجوده بالمستشفى في يوليو 2023، حذّر من أن “الانقسام الداخلي الإسرائيلي شجّع حماس على التخطيط لهجوم كبير”.

وأكدت الصحيفة أن نتنياهو رفض تشكيل حكومة وحدة وطنية مع المعارضة عقب الهجوم، مفضلاً البقاء رهينة لائتلافه اليميني المتطرف، الذي ضغط لمنع أي تهدئة أو اتفاق مع حماس، حتى لو تعارض ذلك مع الرؤية العسكرية التي اعتبرت الاستمرار في الحرب مكلفًا وغير مجدٍ.

كما أوردت الصحيفة أن فريق نتنياهو حرّف وثائق رسمية وسرّب معلومات لتشويه سمعة منتقديه، ووجّه اللوم للعسكريين عن “أكبر إخفاق دفاعي في تاريخ إسرائيل”، بل وفتّش مكاتبهم بحثاً عن أجهزة تنصت.

وأشار التقرير إلى أن القرارات العسكرية تم تسييسها بالكامل، مثل تأجيل التهدئة، والتصعيد غير المبرر في رفح، رغم اعتراض الجيش، فضلاً عن كسر الهدنة في مارس 2025 فقط لحماية بقاء الحكومة.

واختتم التحقيق بالإشارة إلى أن نتنياهو، رغم تجنبه التصعيد مع إيران في البداية، استغل نجاحات استخباراتية لاحقة ليشن أوسع هجوم على طهران في مسيرته السياسية، ما أدى لارتفاع شعبيته وتحسين وضعه في استطلاعات الرأي لأول مرة منذ بدء الحرب.

ويُعد التقرير ضربة قوية لصورة نتنياهو محليًا ودوليًا، في وقت تتزايد فيه الضغوط والمطالبات بمحاسبته على ما يُعتبره كثيرون “حربًا عبثية” هدفها السلطة لا الأمن.