عماد أبو شاويش لـ”أخبار الغد”: نعيش العذاب والموت كل ساعة بسبب الحرب في غزة

قال الصحفي الميداني الفلسطيني عماد أبو شاويش، مراسل أخبار الغد من قطاع غزة، إن الصحفيين داخل القطاع يعيشون مأساة مزدوجة يومياً، ما بين أداء واجبهم المهني وتحمّل المعاناة الإنسانية والنفسية القاسية في ظل الحرب المستمرة.
وفي حديث خاص، أكد أبو شاويش:
“نحن لا نعيش فقط لحظات الخطر خلال تغطية الأحداث، بل نعيش الموت فعلياً كل ساعة، بسبب القصف، الجوع، قطع الاتصالات، ونقص الأمان بكل أشكاله.”
العمل الصحفي وسط الموت والقصف
وأشار إلى أن العديد من الصحفيين يُستشهدون يومياً في غزة، وأن مصير المراسلين بات مجهولاً في ظل الاستهداف المباشر وغير المباشر.
كما أوضح أن انقطاع الاتصالات الدائم يعقّد من مهمة التحقق من الأرقام والإحصائيات الرسمية، مما اضطره شخصياً إلى الذهاب إلى ثلاجات الموتى بنفسه لتوثيق عدد الشهداء.
وقال بأسى:
“في إحدى المرات، حين ذهبت لتوثيق عدد الجثامين، فوجئت بجثمان صديقي وزميلي الصحفي عاصم كمال أبو موسى بين الموتى. لم يكن مشهداً مهنياً فقط… بل كان كابوساً شخصياً وإنسانياً.”
صدمة متكررة للصحفيين في غزة
وأكد أبو شاويش أن هذا الموقف لم يكن استثناءً، قائلاً:
“العديد من الزملاء وجدوا جثامين أقربائهم أو أصدقائهم وهم يقومون بإحصاء الشهداء في المستشفيات. نحن نغطي الحرب بينما نخسر من نحب.”
المعاناة التقنية وسط الخطر
وتحدث عن المخاطر المرتبطة بمحاولة إرسال المواد الإعلامية للعالم، قائلاً إن انقطاع الإنترنت يضطرهم للخروج إلى مناطق مرتفعة وخطرة، فقط من أجل تحميل مقطع فيديو بسيط بجودة ضعيفة جداً.
وأضاف:
“نخاطر بأرواحنا من أجل إرسال صوت غزة إلى العالم. كل خطوة نقوم بها محفوفة بالخطر، وحتى الاتصال بالإنترنت بات رحلة إلى الموت.”
“نحن شهودٌ لا نُرى”
واختتم أبو شاويش حديثه قائلاً:
“نحن الصحفيون في غزة لا نطالب بالتكريم، بل فقط بأن يعترف العالم بأننا شهودٌ على المأساة، لا مجرّد أرقام في تقارير. كل لحظة نعيشها بين العذاب والموت، ولا نعلم إن كنا سنبقى لنكتب عن الغد، أم سنُدفن معه.”