استمرار الغارات الإسرائيلية على غزة وسط جهود دبلوماسية لتحقيق هدنة خلال عيد الفطر

قصفت الطائرات الإسرائيلية مناطق عدة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة مستهدفة مواقع مختلفة في ظل استمرار العمليات العسكرية التي بدأت قبل اثني عشر يوماً بعد انهيار الهدنة، وجاءت هذه الضربات في الوقت الذي تتكثف فيه الجهود الدولية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وفق ما ذكرته مصادر مقربة من الأطراف المتفاوضة.
أبدت حركة “حماس” مرونة في مواقفها تجاه إمكانية التوصل إلى هدنة قصيرة الأجل بمناسبة عيد الفطر، حيث قدمت بعض التنازلات خلال المحادثات الجارية مع الوسطاء، خاصة فيما يتعلق بملف الرهائن، وفق ما ذكرت تقارير إسرائيلية.
شملت المفاوضات إطلاق سراح عدد من الأسرى مقابل وقف العمليات العسكرية لفترة محددة، في محاولة للتهدئة واحتواء الأوضاع المتوترة في غزة.
طرحت قطر اقتراحًا أمريكيًا جديدًا لحركة “حماس” يتعلق بإطلاق سراح الجندي الأمريكي الإسرائيلي “عيدان ألكسندر”، الذي أسرته المقاومة الفلسطينية في وقت سابق.
وأشارت المصادر إلى أن الإدارة الأمريكية، برئاسة “دونالد ترامب”، ترغب في تهدئة الوضع في القطاع وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل شامل ودائم للصراع.
رأى بعض المحللين أن “حماس” تسعى إلى استغلال فرصة الهدنة لفرض سيطرتها على الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها غزة في الأيام الأخيرة.
هذه الاحتجاجات تشكل ضغطًا داخليًا على قيادة الحركة، والتي تجد صعوبة في التعامل معها بسبب العمليات الإسرائيلية المستمرة.
لذلك، تسعى “حماس” إلى وقف مؤقت لإطلاق النار من أجل استعادة السيطرة على الشارع الغزي ومنع التصعيد الداخلي.
كثفت الولايات المتحدة وقطر من جهودهما في الساعات الأخيرة بهدف التوصل إلى اتفاق يسمح بوقف إطلاق النار مؤقتًا، وذلك من خلال إطلاق سراح عدد صغير من الأسرى مقابل توقف العمليات العسكرية خلال فترة عيد الفطر.
ورغم أن تفاصيل الاتفاق المقترح لم تتضح بالكامل، إلا أن المؤشرات تدل على استعداد بعض قيادات “حماس” للتعاون من أجل الوصول إلى هذا الهدف.
أكدت مصادر دبلوماسية أن المحادثات بين “حماس” والوسطاء قد شهدت تقدمًا ملموسًا في الأيام الأخيرة، حيث يسعى الجميع إلى التوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف المختلفة.
ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات عدة، بما في ذلك موقف إسرائيل الرافض لتقديم تنازلات كبيرة دون تحقيق مكاسب ملموسة على الأرض.
واصلت “حماس” البحث عن حلول سياسية تنهي القتال مؤقتًا وتسمح لها بإعادة ترتيب أوضاعها الداخلية، خاصة في ظل الوضع الصعب الذي يعيشه القطاع المحاصر.
ويرى المراقبون أن الحركة ترغب في استغلال أي فرصة للتهدئة من أجل تحسين أوضاعها السياسية والعسكرية، بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية بدعوى حماية أمنها من التهديدات القادمة من غزة.
توقع بعض المراقبين أن أي وقف لإطلاق النار حتى وإن كان مؤقتًا، قد يؤدي إلى تهدئة مؤقتة للأوضاع المتوترة، لكنه لن يكون حلاً نهائيًا للصراع.
فهم يرون أن الحلول الدائمة تحتاج إلى التزام أكبر من الأطراف الدولية والإقليمية للضغط على الجانبين للعودة إلى طاولة المفاوضات وإيجاد تسوية نهائية.