شبكة أطباء السودان: قوات الدعم السريع صفّت جميع المرضى داخل مستشفيات الفاشر

قالت شبكة أطباء السودان، الأربعاء، إن “قوات الدعم السريع” عمدت إلى تصفية جميع المرضى داخل مستشفيات مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور غربي البلاد، في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها الإقليم منذ اندلاع الحرب.

وأضافت الشبكة في بيان رسمي أن “قوات من الدعم السريع أقدمت، الثلاثاء، على تصفية المرضى والمصابين داخل مستشفيات الفاشر، وقتلت بدمٍ بارد كل من وجدت داخل المستشفى السعودي من مرضى ومرافقين”، دون أن تحدد عدد الضحايا.

المستشفيات تتحول إلى مجازر بشرية

وحذرت الشبكة الطبية المستقلة من أن “المستشفيات بمدينة الفاشر تحولت إلى مجازر بشرية تحت أيدي الدعم السريع التي لا تفرّق بين مقاتل ومريض، ولا بين طفل وطبيب”، مؤكدة أن “ما حدث ليس حادثة معزولة، بل حلقة في مسلسل الإبادة الجماعية الممنهجة التي تنفذها قوات الدعم السريع ضد المدنيين في دارفور وسط صمت دولي مريب ومخزٍ”.

وحملت الشبكة “الدعم السريع وقادتها المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء”، معتبرة أن “ما جرى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تستوجب الملاحقة والعقاب أمام المحاكم الدولية”.

دعوات عاجلة للتدخل الدولي

ودعت الشبكة الطبية الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، ومجلس الأمن، والمنظمات الحقوقية الدولية إلى “كسر حاجز الصمت والتحرك الفوري لحماية ما تبقّى من الكوادر الطبية والمرضى والمدنيين العزّل في مدينة الفاشر”.

حتى الساعة 12:30 (ت.غ)، لم يصدر أي تعقيب من السلطات السودانية أو قوات الدعم السريع بشأن بيان الشبكة.

تحذيرات أممية واستمرار الاتهامات

كانت منظمة الصحة العالمية قد طالبت، الثلاثاء، في بيان، بـ”إطلاق سراح الكوادر الطبية الذين اختُطفوا إثر استهداف المستشفى السعودي”، وهو المستشفى الوحيد الذي كان يواصل عمله جزئياً في مدينة الفاشر.

كما دعت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع إلى “السماح بممر آمن يتيح للمدنيين مغادرة مدينة الفاشر”، في وقتٍ اتهمت فيه القوة المشتركة للحركات المسلحة الداعمة للجيش السوداني قوات الدعم السريع بـ”قتل نحو 2000 مدني خلال يومي 26 و27 أكتوبر الجاري”.

خلفية الصراع في الفاشر

وتشهد مدينة الفاشر منذ أكثر من عام حصارًا خانقًا من قوات الدعم السريع، تصاعد خلال الأيام الماضية إلى عمليات اقتحام ومجازر واعتقالات وتهجير قسري بحق المدنيين، بحسب السلطات السودانية ومنظمات أممية.

وبحسب تقارير أممية ومحلية، قُتل نحو 20 ألف شخص، فيما تجاوز عدد النازحين واللاجئين 15 مليونًا جراء الحرب المتواصلة بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” منذ أبريل/نيسان 2023، بينما قدرت دراسة لجامعة أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.