ترحيل ثمانية رجال لجنوب السودان رغم التحذيرات والطعون القضائية العاجلة

أعلن مسؤولون في إدارة الهجرة الأمريكية تنفيذ عملية ترحيل لثمانية رجال إلى جنوب السودان، بعد أن احتجزوا تحت حراسة مشددة لأسابيع داخل قاعدة عسكرية أمريكية في جيبوتي، وسط طعون قضائية متلاحقة وصلت إلى المحكمة العليا، التي مهدت الطريق لقرار الإبعاد النهائي.
أكدت وزارة الأمن الداخلي، عبر المتحدثة باسمها تريشا ماكلوغلين، أن هذه الخطوة تمثل “انتصارًا لسيادة القانون وسلامة وأمن الشعب الأمريكي”، مشيرة إلى أن المرحّلين كانوا قد أُدينوا بجرائم عنيفة داخل الولايات المتحدة، دون الكشف عن تفاصيل هذه الجرائم.
أوضحت السلطات أن الرجال المرحّلين يحملون جنسيات كل من كوبا، لاوس، المكسيك، ميانمار، فيتنام، وجنوب السودان، وقد تم نقلهم في البداية عبر طائرة أقلعت في مايو الماضي متجهة نحو جنوب السودان. لكن الطائرة اضطرت للهبوط في جيبوتي، عقب تدخل قضائي عاجل من قاضٍ فيدرالي اعتبر أن الحكومة خالفت أمره بعدم تنفيذ الترحيل دون منح المهاجرين فرصة للطعن القانوني.
استأنفت الحكومة القرار سريعًا، ونجحت المحكمة العليا، ذات الأغلبية المحافظة، في يونيو، في إلغاء قرار المحكمة الأدنى، مانحةً سلطات الهجرة الحق في الترحيل السريع للمهاجرين إلى دول ثالثة، حتى لو لم تكن أوطانهم الأصلية، ما دام هناك اتفاق مسبق. هذا القرار فتح الباب أمام ترحيلهم إلى جنوب السودان، رغم أن وزارة الخارجية الأمريكية تحذر من السفر إلى هذا البلد بسبب “الجريمة والاختطاف والنزاعات المسلحة”.
استدرك القاضي الفيدرالي المعني في بوسطن، الذي سبق أن أصدر قرارات أوقفت جهود الترحيل، أنه لم يعد يملك الصلاحية لوقف تنفيذ القرار، بعد أن ألغت المحكمة العليا الأمريكية سلطته في هذه المسألة، حيث أصدر مساء الجمعة حكمًا مقتضبًا يعترف فيه بقيود صلاحياته القضائية بعد قرار المحكمة الأعلى.
نوهت التقارير إلى أن الثمانية تم احتجازهم داخل حاوية شحن معدلة داخل القاعدة الأمريكية في جيبوتي، طيلة الأسابيع التي كانت فيها قضيتهم تتداول داخل المحاكم، حتى صدور الحكم النهائي.
أشارت المعلومات كذلك إلى أن الولايات المتحدة أبرمت اتفاقات مع دول أجنبية لاستقبال مهاجرين تعذر ترحيلهم مباشرة إلى أوطانهم الأصلية، كجزء من سياسات الترحيل البديل التي تتبعها الإدارة الحالية.
صرّحت المحكمة العليا يوم الخميس الماضي بقرارها القاطع الذي مكّن من استكمال عملية النقل، لتصل الطائرة أخيرًا مساء الجمعة إلى العاصمة جوبا، حيث أُنزل الرجال الثمانية في دولة تعتبر من أكثر الأماكن خطرًا حول العالم، ما أثار جدلاً واسعًا حول التبعات الإنسانية والقانونية لهذا الترحيل.