عُقد منتدى أنطاليا الدبلوماسي، يوم الجمعة، ليجمع العديد من القادة العرب ونظرائهم من مختلف أنحاء العالم، حيث شهد المنتدى حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا ونقاشات مهمة لدعم قطاع غزة في ظل الأزمات الحالية.

في إطار جهود تعزيز العلاقات الدبلوماسية البريطانية العربية، استضاف المنتدى سلسلة من الاجتماعات الثنائية والجماعية، التي ركزت على تبادل المعرفة والخبرات بين الدول. أحد أبرز جوانب المنتدى كان الاجتماع العربي الإسلامي، الذي جمع الدول الداعمة لغزة، مما يبرز الالتزام الجماعي لمساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.

مع زيادة الضغط الدولي على قضية غزة، يُعتبر منتدى أنطاليا منصة استراتيجية لتوحيد الجهود العربية والدولية، حيث أن اللقاءات العديدة بين المسؤولين أدت إلى تصورات مشتركة وخطط عمل مستقبلية تهدف إلى معالجة القضايا الإنسانية والأمنية الملحة.

قال أحد المشاركين في المنتدى: “إن اجتماعات أنطاليا تُظهر التزام المجتمع الدولي تجاه فلسطين، ونحن نعمل جاهدين لتعزيز التعاون والرد السريع على الوضع الراهن في غزة.”

اجتماعان لدعم غزة فعلى هامش المنتدى، عقد اجتماع اللجنة العربية الإسلامية المعنية بغزة، التي تضم وزراء خارجية كل من مصر والسعودية وقطر والأردن والبحرين وفلسطين والإمارات وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا، إضافة إلى الأمينين العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

كما عُقد اجتماع موسع للجنة ذاتها مع ممثلي روسيا والصين وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي.

وأكد الاجتماعان رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وضرورة الإسراع في وقف إطلاق النار بغزة، بحسب بيانات صادرة عن وزارات خارجية دول مشاركة، لا سيما مصر والسعودية وقطر والأردن.

لقاءت مكثفة

أيضا، شهد المنتدى لقاءات عربية مكثفة مع أطراف إقليمية ودولية، تناولت قضايا المنطقة وشواغلها، في ظل التصعيد القائم في المنطقتين العربية والإفريقية، وكذلك في أوكرانيا.

سوريا فقد التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية هاكان هاكان.

كما التقى الشرع، كذلك رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن.

ووفق بيان لوزارة الخارجية السورية، “جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، وآخر التطورات في سوريا، ودعم دولة قطر لسوريا في مجال الطاقة، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك”.

وجدد ابن عبد الرحمن، خلال الاجتماع، “دعم دولة قطر الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها وتطلعات شعبها الشقيق في الأمن والاستقرار”.

كما عقد الشرع، لقاءات منفصلة مع كل من رئيس أذربيجان إلهام علييف، ورئيسة كوسوفو فيوزا عثماني، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة.

وباستثناء اللقاء مع ابن عبد الرحمن، لم تصدر على الفور أية تفاصيل بشأن ما تم بحثه خلال بقية اللقاءات.

ومن مصر، التقى وزير الخارجية بدر عبد العاطي نظراءه من رواندا وبوركينا فاسو وبنين وزامبيا والكونغو وغامبيا، حيث تبادلوا الرؤى بشأن قضايا إفريقية، بما في ذلك تطورات الأوضاع بالقارة، وفق بيانات منفصلة لوزارة الخارجية المصرية.

كما التقى عبد العاطي نظيره الكويتي عبد الله اليحيا، معربًا عن التطلع لتعزيز وتيرة التعاون بين البلدين.

وبحث أيضا مع نظيره التونسي محمد علي النفطي، والمبعوثة الأممية إلى ليبيا هانا تيتيه، سبل دعم الجهود الأممية لإطلاق عملية سياسية لتسوية الأزمة الليبية.

واجتمع كذلك مع رئيس وزراء فلسطين محمد مصطفى، في لقاء تناول تطورات جهود مصر لتثبيت وقف إطلاق النار بغزة والمفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق.

كما ناقش اللقاء، وفق بيان للخارجية المصرية، التحركات لدعم الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة مع الشركاء الدوليين، والتحضيرات الجارية لمؤتمر إعادة الإعمار الذي تستضيفه مصر بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة، مع تأكيد الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

ومن الأردن، التقى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي رئيسة كوسوفو فيوزا عثماني.

ومن الجزائر، أجرى وزير الخارجية أحمد عطاف لقاءات مع عدد من وزراء الخارجية ومسؤولي منظمات دولية، وفق ما أفادت به الخارجية الجزائرية عبر منصة إكس.

ومن بين اللقاءات، اجتماع مع وزير خارجية تشاد عبد الله فضل، والمبعوثة الأممية إلى ليبيا هانا تيتيه، والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان.

ومن الكويت، أجرى وزير الخارجية عبد الله اليحيا لقاءات مع نظرائه من جورجيا ماكا بوتشوريشفيلي وتونس محمد علي النفطي.

كما التقى اليحيا الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج لويجي دي مايو، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لأونروا فيليب لازاريني، بحسب بيان لوزارة الخارجية الكويتية.

ومن العراق، التقى وزير الخارجية فؤاد حسين، نظيره الكرواتي غوردان رادمان، وبحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية، مع التركيز على التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والنفط والقضايا الأمنية والدفاعية.

وفي وقت سابق الجمعة، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من منتدى أنطاليا الدبلوماسي “ADF2025″، والذي يُعقد بين 11 و13 أبريل/ نيسان الجاري، بمشاركة رؤساء دول وحكومات، ووزراء خارجية، وممثلي منظمات دولية.

ويُعقد المنتدى برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتنظيم وزارة الخارجية، في مركز المؤتمرات بمنطقة “بيليك” في ولاية أنطاليا جنوبي البلاد.