العالم العربي

قناة عبرية: واشنطن تقترح خطة شاملة لتبادل الأسرى

تسعى الولايات المتحدة إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال اقتراح، تهدف إلى تحسين الظروف الإنسانية وتخفيف التوتر في المنطقة.

وقد أوضحت تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة وعدت عائلات الأسرى الإسرائيليين بأنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق شامل، ستطلب معلومات من “حماس” حول ذويهم المحتجزين في غزة مقابل تقديم مساعدات إنسانية. على الرغم من ذلك، لم تُعلق الإدارة الأمريكية على معلومات القناة العبرية حتى وقت كتابة هذا البيان.

تشمل الخطة المقترحة وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، حيث يتولى رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، دور الضامن لمنع أي هجمات إسرائيلية خلال هذه الفترة. كما يحتوي الاقتراح على آلية واضحة لتبادل الأسرى، إذ سيتضمن الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين مقابل 125 أسيراً فلسطينياً محكوماً عليهم بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 1111 أسيراً من غزة تم اعتقالهم بعد الـ 7 من أكتوبر 2023.

وفي ما يتعلق بمصير جثامين الأسرى، يقترح الاتفاق أن تُفرج إسرائيل عن جثامين 18 من الأسرى الإسرائيليين القتلى مقابل الإفراج عن 180 جثماناً لفلسطينيين من غزة. واتفق الطرفان على أن تتم عمليات الإفراج بشكل متزامن وفق آلية محددة، دون إجراء أي مراسم علنية، بحيث يتم إنجاز نصف عمليات الإفراج في اليوم الأول والنصف الآخر في اليوم السابع من سريان الاتفاق.

“نسعى لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة من خلال هذه المبادرات الإنسانية”، قال أحد المسؤولين الأمريكيين أثناء المناقشات حول الخطة.

وأضافت: “تشمل وثيقة ويتكوف أن يكون الوسطاء قطر ومصر، إلى جانب الولايات المتحدة، ضامنين لاستمرار وقف إطلاق النار طوال فترة الـ60 يومًا، وكذلك لأي تمديد متفق عليه”.

وستضمن هذه الدول إجراء مفاوضات جدية بشأن اتفاقيات لوقف دائم لإطلاق النار، وستبذل كل جهد ممكن لإكمال المفاوضات، كما سيتولى المبعوث الأمريكي ويتكوف إدارة المفاوضات، وسيصل إلى المنطقة لضمان إنجازها.

وإذا تم التوصل إلى الاتفاق، سيكون الرئيس الأمريكي ترامب هو من يعلن شخصيا عن وقف إطلاق النار، بحسب القناة 12 العبرية.

كما تقترح وثيقة ويتكوف أن يدخل الدعم الإنساني إلى قطاع غزة “فورا” بمجرد أن توافق حماس على وقف إطلاق النار.

وسيتم تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه بخصوص المساعدة للسكان المدنيين طوال مدة الاتفاق. وسيتم توزيع المساعدات عبر قنوات تشمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

وينظم الاتفاق الجاري بلورته إعادة انتشار جديدة لقوات الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة.

فبعد تنفيذ الدفعة الأولى من الإفراج في اليوم الأول من الاتفاق، ستتم إعادة انتشاره في شمال القطاع وفي ممر نتساريم (وسط) “وذلك بموجب اتفاق يتعلق ببند المساعدات الإنسانية وبالاستناد إلى تفاهمات جغرافية يتم التوصل إليها”.

وبعد تنفيذ الدفعة الثانية والأخيرة، ستُجرى إعادة انتشار إضافية للجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع.

والجمعة، قالت حماس في بيان: “نجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية حول مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمناه مؤخرا من ويتكوف عبر الوسطاء”.

والخميس، أعلنت الحركة أنها تلقت المقترح وتدرسه بـ”مسؤولية” بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني، ويسهم في إغاثته، ويضمن وقفا دائما لإطلاق النار.

وفي السياق ذاته، أكدت متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن واشنطن عرضت على الحركة مقترحا يحظى بدعم من الحكومة الإسرائيلية.

وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وأكدت حماس، مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.

وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى