تغطيات الشرقملفات وتقارير

“كل يوم” على قناة الشرق يكشف إهانة عالم مصري بعد إنجاز عالمي

في مفارقة تعكس واقعًا مؤلمًا، تزامن إعلان إنجاز طبي عالمي غير مسبوق نفذه عالم مصري بارز يقيم في الولايات المتحدة – تمثل في قيادة أول جراحة روبوتية عن بُعد لعلاج السرطان – مع واقعة صادمة تعرض لها نفس العالم خلال محاولته نقل جثمان والدته الراحلة إلى مصر.

فرغم مكانته العلمية المرموقة، وحرصه الإنساني على دفن والدته في وطنها، اصطدم بتعنت إداري داخل القنصلية المصرية في لوس أنجلوس، حيث رُفض لقاؤه من قبل القنصل العام، رغم أن المقر كان شبه خالٍ من المراجعين.

الموقف لم يتوقف عند الإهمال الإداري، بل تصاعد إلى مستوى أكثر إساءة، بعدما تلقى العالم ردًا مهينًا من معاون أحد الوزراء، سخر فيه من مصابه، في تعليق استفز مشاعر كثير من المصريين.

الحدث أثار موجة غضب واسعة، وتساؤلات حادة حول تعامل مؤسسات الدولة مع العلماء والكفاءات الوطنية في الخارج، ومدى تقديرها لقيمتهم ودورهم.

في حلقة استثنائية من برنامج “كل يوم” علي قناة الشرق الفضائية، تناولت الإعلامية هبة مصطفى مفارقة موجعة بين إنجاز علمي عالمي حققه عالم مصري بالخارج،

وتجاهل رسمي مخزٍ تعرض له في لحظة إنسانية حرجة. الحلقة فتحت ملفًا حساسًا عن التعامل الحكومي مع الكفاءات المصرية في الخارج، مثيرة جدلًا واسعًا.

إنجاز عالمي يقابله تجاهل رسمي.. والدكتور عصام حجي يروي التفاصيل

سلطت الإعلامية هبة مصطفى في حلقة جديدة من برنامج “كل يوم”، الضوء على قضية أثارت موجة من الاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي،

بعدما تعرض العالم المصري المرموق الدكتور عصام حجي – الباحث بوكالة “ناسا” الأمريكية – لموقف محبط داخل القنصلية المصرية في لوس أنجلوس،

في وقت كان يعيش فيه ظرفًا إنسانيًا بالغ القسوة، إثر وفاة والدته، ورغبته في نقل جثمانها لدفنها في أرض الوطن.

العالم المصري .. من إنجاز طبي عالمي إلى تعنت قنصلي

تزامن عرض الحلقة مع تداول واسع لخبر إنجاز علمي غير مسبوق، قاده عالم مصري في الخارج، تمثل في قيادة أول جراحة روبوتية عن بعد لعلاج السرطان. حدث طبي عالمي، يعكس مدى الكفاءة والريادة التي وصل إليها العلماء المصريون في الخارج.

لكن المفارقة المؤلمة، كما عرضتها هبة مصطفى، أن هذا الإنجاز قابله في الوقت ذاته تجاهل وتعنت من مؤسسات الدولة، تحديدًا في التعامل مع الدكتور عصام حجي، الذي لم يطلب شيئًا سوى إجراء توكيل قانوني يساعده في نقل جثمان والدته المتوفاة إلى مصر.

وروى الدكتور عصام في فيديو مختصر – لا تتعدى مدته الدقيقة – تفاصيل ما جرى داخل القنصلية المصرية، قائلاً إنه قوبل في البداية بموظف محترم رحّب به،

لكن حين طُلب لقاء القنصل العام لحل مشكلة تتعلق بجواز سفره وبطاقته غير المجددة منذ سنوات، رفض القنصل مقابلته، وطلب منه إرسال بريد إلكتروني فقط.

الدكتور عصام أبدى تفهمًا لذلك، رغم أنه أشار إلى أن اليوم لم يكن مزدحمًا بالقنصلية، سوى بوجود أربعة أشخاص فقط، مرجّحًا أن انشغال القنصل ربما يعود إلى زيارة الفنان محمد رمضان والوفد المرافق له، والذين تزامن وجودهم في المدينة مع مهرجان “كوتشيلا” الفني.

رد صادم من معاون وزير الشباب والرياضة

المثير للغضب، كما عرضته الحلقة، لم يكن فقط في التعامل غير الإنساني مع الدكتور عصام، بل في الرد الفجّ وغير المهني من أحد مسؤولي الدولة.

فقد علّق معاون وزير الشباب والرياضة على منشور عصام حجي بتعليق صادم، يسخر فيه من مصابه الأليم، قائلاً:

“أمك ميتة، ولسه بتعمل فيديوهات؟!”

رد وصفته الإعلامية هبة مصطفى بأنه “مستوى منحدر لا يليق بأي موظف، فضلًا عن كونه مسؤولًا رسميًا”، مشددة على أن هذا التعليق لا ينم فقط عن انعدام اللياقة، بل عن تجرد تام من الإنسانية والمسؤولية.

الدكتور عصام لم يصمت، بل كتب ردًا رزينًا، أوضح فيه أن معاون الوزير لم يكتف بالإساءة الشخصية، بل زجّ باسم الوزارة في مسألة لا تمت بصلة لها، مشيرًا إلى أن الأمر لم يكن بحاجة إلى كل هذا الهجوم، وأنه فقط عبّر عن معاناته بأسلوب مهذب وموضوعي.

إعلام ومثقفون يعلّقون .. وسخرية حزينة من “معاون الوزير”

شارك العديد من الكتاب والصحفيين في التعليق على المشهد، ومن أبرزهم الكاتب سليم عزوز، الذي تساءل في منشور ساخر يحمل مرارة الواقع:

“كم عدد معاوني وزير الشباب؟ وهل أصبح لكل وزارة مجموعة من ‘المعاونين’ الجاهزين للرد بأسلوب السوقة؟ ما هي مؤهلاتهم؟ ومن أين جاءوا؟”

وطرح تساؤلًا أعمق: “هل استعارت وزارة الخارجية معاونًا من وزارة الشباب لترد على الشكاوى القنصلية؟ أم أن هذا ‘الردح’ أسلوب رسمي معتمد في دولة بحجم مصر؟”

هبة مصطفى: المستوى الأخلاقي للمسؤولين .. إلى أين؟

الإعلامية هبة مصطفى عبّرت عن استيائها الشديد مما وصفت بـ”مستوى الشرشحة” الذي نزل إليه بعض المسؤولين، مؤكدة أن مصر التي أنجبت علماء مثل عصام حجي، تستحق مسؤولين يحترمون شعبهم، ويقدرون كفاءاتهم، ويتصرفون بمسؤولية، لا من يلجؤون إلى الشتائم والتهكم على مواطن فقد والدته.

وختمت الحلقة برسالة واضحة:

“الناس مش هتسكت.. والمواطن اللي بيشتكي مش خاين ولا كاره، لكن من حقه يسمع رد باحترام، مش شتيمة.”

وما بين فخر الإنجاز العلمي وخيبة الأمل في الأداء الرسمي، يبقى السؤال مطروحًا: كيف نُكرّم علماءنا في الخارج؟

حلقة “كل يوم” دقت جرس إنذار بشأن المستوى الأخلاقي لبعض المسؤولين، مطالبة بتغيير حقيقي في الثقافة الإدارية، حيث يجب أن يكون الاحترام هو القاعدة لا الاستثناء.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى