تزايد مؤشرات التصعيد العسكري مع إيران وسط تحركات دبلوماسية متسارعة في روما

أعلنت مصادر مطلعة انطلاق الجولة الثانية من المباحثات التمهيدية بشأن الملف النووي الإيراني بين الولايات المتحدة وإيران يوم السبت في العاصمة الإيطالية روما وتأتي هذه المحادثات بوساطة سلطنة عمان التي تواصل لعب دور الوسيط الهادئ في الصراعات الإقليمية الحساسة
أكدت التقارير أن إسرائيل لم تستبعد بعد توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر القليلة القادمة رغم وجود تحفظات أميركية على دعم هذا الخيار في الوقت الراهن وطرحت تل أبيب عدة مقترحات عسكرية لإدارة واشنطن تضمنت خطط هجومية متعددة المستويات تهدف إلى تقويض قدرة طهران النووية وتعطيل مشاريعها الاستراتيجية
لفتت المعلومات إلى أن تلك الخطط تشتمل على مزيج من الغارات الجوية والعمليات الخاصة بعضها يجري الإعداد له في فصلي الربيع والصيف وقد تؤدي إلى تعطيل استخدام إيران لبرنامجها النووي في الأغراض العسكرية لفترات تتراوح بين عدة أشهر وحتى أكثر من عام كامل وفق التقديرات العسكرية
أوضح مسؤول أميركي أن إيران لم تقدم حتى الآن إشارات كافية على استعدادها للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية رغم اقتراب موعد استئناف المحادثات وأشار إلى أن أي اتفاق قادم يجب أن يتضمن تقييماً شاملاً للبنية التحتية النووية الإيرانية لضمان الشفافية والثقة بين الأطراف المعنية
قالت المصادر إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب شدد خلال اجتماعه الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض على أهمية منح الأولوية للحلول الدبلوماسية مع طهران في هذه المرحلة وأن واشنطن غير مستعدة لدعم توجيه ضربة عسكرية فورية ضد المنشآت النووية الإيرانية
نوهت التقارير إلى أن الإسرائيليين باتوا يعتقدون أن بإمكانهم تنفيذ عملية عسكرية محدودة في إيران لا تتطلب دعماً مباشراً من الولايات المتحدة بحجم العمليات السابقة المقترحة وقد تمثل هذه الخطوة تحركاً مستقلاً يهدف إلى توجيه رسالة ردع قوية دون التورط في تصعيد واسع النطاق
أفادت المصادر أن الاجتماع المقرر في روما اليوم بين الوفدين الأميركي والإيراني يأتي بعد أشهر من التوتر والتصريحات المتبادلة وقد يتناول آليات الرقابة النووية وتحديد خطوات بناء الثقة تمهيداً لأي اتفاق محتمل خلال الأشهر المقبلة وأكدت أن الوساطة العمانية تلعب دوراً حاسماً في تقريب وجهات النظر رغم صعوبة المواقف
أشار الخبراء إلى أن تزايد احتمالات العمل العسكري الإسرائيلي يضع المفاوضات النووية في وضع حرج ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي خصوصاً في ظل التصعيد الكلامي والتلويح باستخدام القوة من عدة أطراف مؤثرة في الملف النووي الإيراني
استدركت التقارير أن الإدارة الأميركية الحالية تسعى إلى تجنب أي تصعيد مباشر في الشرق الأوسط والتركيز على الحلول السياسية لتقليل التوتر وفتح قنوات جديدة للتفاهم بين طهران والعواصم الغربية فيما لا تزال إسرائيل ترى أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات أكثر حسماً لمنع إيران من امتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية
صرح محللون أن المخاوف الإسرائيلية تتزايد بشأن التقدم الذي تحرزه طهران في برنامجها النووي وأنها لا ترى في المفاوضات الجارية ضماناً كافياً لمنع تهديدات مستقبلية محتملة وقد تدفع هذه الرؤية القيادة الإسرائيلية إلى اتخاذ قرارات أحادية الجانب خلال الفترة المقبلة
أوضح المطلعون أن إسرائيل قدمت خططها للجانب الأميركي على مدار الأشهر الماضية وتضمنت خيارات متنوعة أبرزها شن هجمات متفرقة بواسطة طائرات مقاتلة وتنفيذ عمليات برية محدودة بهدف شل البنية التحتية النووية الإيرانية بشكل مؤقت لكنها مؤثر
أضافت التقارير أن الاجتماع في روما يتناول قضايا جوهرية مثل حجم التخصيب النووي وعدد أجهزة الطرد المركزي ومواقع الأنشطة النووية الإيرانية كما يبحث آليات التفتيش الدولي المفاجئ ويهدف في النهاية إلى التوصل إلى إطار تفاهم يحد من طموحات إيران النووية
زعم بعض المراقبين أن فشل المحادثات قد يدفع أطرافاً متعددة إلى التحرك خارج الإطار الدبلوماسي وأن المنطقة بأكملها قد تشهد مرحلة جديدة من عدم الاستقرار إذا لم تُحقق التفاهمات الجارية نتائج ملموسة خلال المدى القريب
أردف مصدر مقرب من دائرة المفاوضات أن واشنطن تُبقي خيار العودة إلى الاتفاق النووي السابق قائماً لكنها تشترط تحسينات صارمة وشروطاً جديدة تضمن عدم تكرار إخفاقات الماضي وتشدد على ضرورة إشراك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في جميع المراحل
أجاب مراقبون أن سلطنة عمان تستثمر علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف المعنية في الملف النووي لتيسير المفاوضات الجارية في روما وأن نجاح هذا المسار قد يفتح المجال لتفاهمات أوسع تشمل قضايا إقليمية أخرى مرتبطة بأمن الخليج العربي وممرات الطاقة العالمية
أشار تقرير حديث إلى أن هناك جهوداً أميركية غير معلنة تُبذل في الكواليس لإقناع إيران بتقديم تنازلات محددة مقابل رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 حيث تمثل العقوبات عاملاً رئيسياً في استمرار الأزمة
أكدت تقارير أمنية أن إسرائيل تنفذ تدريبات عسكرية منتظمة تحاكي هجمات على منشآت نووية تحت الأرض مما يعكس استعدادات جدية لاحتمال اللجوء إلى الخيار العسكري إذا فشلت المساعي الدبلوماسية في كبح تقدم إيران النووي
نفى المسؤولون الأميركيون وجود نية حالية لشن هجوم على إيران لكنهم لم يستبعدوا هذا الخيار بشكل نهائي مشيرين إلى أن جميع السيناريوهات لا تزال مطروحة على الطاولة وأن تطورات المحادثات في روما قد تلعب دوراً محورياً في تحديد الاتجاه المستقبلي
استرسل المتابعون في توضيح أن فشل المفاوضات قد يُدخل المنطقة في سباق تسلح نووي غير مسبوق ويزيد من الضغوط الدولية لفرض حلول عاجلة تحمي أمن واستقرار الشرق الأوسط وتمنع اندلاع حرب قد تكون عواقبها كارثية على الجميع
أعلن أحد الخبراء أن استمرار إيران في توسيع قدراتها النووية سيضعها في موقف تفاوضي أقوى لكنه سيؤدي في الوقت ذاته إلى تصعيد التوتر مع دول الجوار التي ترى في البرنامج الإيراني تهديداً مباشراً لأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية
بهذا المشهد المليء بالتناقضات والتهديدات تتجه الأنظار إلى العاصمة الإيطالية حيث تجري المفاوضات على أمل أن تُحدث اختراقاً في جدار الأزمة النووية المستعصية وأن تُجنب المنطقة سيناريوهات الصدام العسكري التي تلوح في الأفق أكثر من أي وقت مضى