دعاء مؤثر لحفظ الوطن في قداس القيامة يلهب القلوب ويُشعل أرجاء مصر

استهل البابا تواضروس الثاني قداس عيد القيامة المجيد بدعاء مؤثر اهتزت له القلوب وتجلّت فيه روحانية اللحظة حيث دعا في كلمته إلى الصلاة من أجل حفظ مصر ومنحها السلام والوحدة وسط صراعات هذا العالم المتقلب وأكد أن الصلاة تظل ملاذًا حقيقيًا ومصدرًا للنور الذي يضيء دروب الوطن في أحلك الأوقات
ركّز البابا خلال كلمته على القيم الجوهرية التي يجسّدها عيد القيامة داعيًا إلى التحلي بالبساطة والرحمة باعتبارهما من أعظم تجليات الإيمان المسيحي
وأوضح أن سبت النور يحمل في جوهره رمزية الخروج من الظلمة إلى النور مشددًا على أن الله يحب القلوب النقية وأن حياة الإنسان تكتسب صفاءً حقيقيًا عندما يتحرر من الانشغال بالماديات ويكرّس ذاته للتأمل والروحانية
أعلن المصلّون في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فرحتهم الغامرة وهم يحيون قداس عيد القيامة المجيد والذي أقيم في أجواء روحية مميزة
وأوضحوا أن صلواتهم في هذا اليوم المقدس تتوجه لحفظ مصر وسط تحديات العصر المتلاحقة وأشاروا إلى أن البساطة في الإيمان تشكّل حجر الأساس لحياة مفعمة بالسلام والسكينة
أضاف المصلّون أن قيم عيد القيامة تنبع من محبة خالصة لا يشوبها تكلّف وأكدوا أن النقاء الروحي يأتي عبر التخلّي عن ضوضاء الحياة والانصراف إلى التنسك والرحمة
وأوضحوا أن سبت النور الذي يسبق يوم القيامة يمثل لحظة فارقة تسبق نور القيامة بكل ما تحمله من معنى عميق للرجاء والانبعاث
أشاد المؤمنون بقوة اللحظة التي يتجمع فيها الأقباط في صلوات قداس عيد القيامة المجيد خاصة مع مشاركة الآلاف من أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والذين توافدوا من مختلف المناطق لمعايشة الأجواء الروحية الاستثنائية وأضافوا أن هذه المناسبة لا تقتصر على الطقوس الدينية بل تتعداها لتكون محطة للوحدة والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد
لفت المصلّون إلى أن الاحتفال بعيد القيامة هذا العام الذي وافق يوم الأحد العشرين من أبريل جاء تتويجًا لمسيرة صيام امتدت على مدار خمسة وخمسين يومًا
وأوضحوا أن هذه الفترة الصومانية كانت مقسمة إلى ثمانية أسابيع تضمنت صلوات وقراءات تأملية وانتهت بالأسبوع الثامن الذي شهد الطقوس النهائية الخاصة بالعيد المجيد
أبرز المشاركون في القداس أن الكنائس القبطية الأرثوذكسية في مصر والعالم أقامت يوم السبت السابق للعيد والذي يُعرف باسم سبت الفرح قداسات إلهية مهيبة استعدادًا لاستقبال العيد
وأشاروا إلى أن سبت الفرح يُعتبر من أكثر الأيام قداسة في التقويم الكنسي ويجسّد لحظة انتظار نور القيامة وتغلب الحياة على الموت
استعرض المصلّون معجزة سبت النور التي تحدث سنويًا في كنيسة القيامة بالقدس الشريف والتي تشكل واحدة من أبرز الظواهر الروحية المنتظرة سنويًا في ليلة العيد
وأوضحوا أن النور المقدس ينبعث تلقائيًا من داخل قبر السيد المسيح دون أي تدخل بشري ويُضاء به الشموع التي يحملها البطريرك داخل القبر
تابع الحاضرون طقوس ظهور النور المقدس والتي تتم وفق ترتيبات دقيقة تبدأ بصلاة عميقة ودخول البطريرك وحده إلى القبر المقدس ليظهر لاحقًا وهو يحمل شعلة من نور مضيء اشتعل بطريقة غير تقليدية وسط ترقب عالمي لهذه اللحظة الروحية وأكدوا أن هذا الحدث المتكرر يعكس رمزًا لقيامة السيد المسيح ويعيد الأمل إلى القلوب
شدد المحتفلون على أن عيد القيامة المجيد لا يقتصر على الجانب الطقسي فقط بل يمتد ليكون مناسبة لتجديد العهد مع مبادئ الرحمة والمغفرة والتسامح مؤكدين أن الإنسان كلما اقترب من معاني العيد الروحية زادت قدرته على التعايش السلمي ومواجهة التحديات بروح إيجابية
نوه الحاضرون أن مشاعر التلاحم التي شهدتها الكنائس خلال قداسات العيد تعكس الروح الوطنية الجامعة التي طالما تميّز بها الشعب المصري حيث توحدت القلوب خلف دعاء مؤثر لحفظ الوطن من الشرور وسط اضطرابات إقليمية ومخاطر متنوعة وأكدوا أن هذا الدعاء النابع من الإيمان يمثل صرخة رجاء لسلام دائم
استعرض المشاركون في قداس القيامة الأهمية التاريخية والعقائدية لهذا العيد الذي يُعتبر من أعظم الأعياد المسيحية والذي يحتفل به الأقباط بعد فترة الصيام الكبرى التي تبدأ من يوم اثنين الرسل وتمتد حتى عيد القيامة المجيد ويُطلق على هذه الفترة اسم الصوم الكبير الذي يشكل عمودًا روحيًا هامًا في السنة الكنسية
أشار الحاضرون إلى أن الطقوس التي سبقت العيد تضمنت قراءات من الإنجيل وصلوات خاصة تُعرف بالبصخة والتي تستمر لعدة أيام يتأمل خلالها المؤمنون في آلام السيد المسيح وقيامته من بين الأموات وأوضحوا أن هذه الصلوات تقام يوميًا منذ بداية الأسبوع الأخير وصولًا إلى سبت الفرح
أشار المصلّون أن النور المقدس الذي ينبعث في كنيسة القيامة كل عام يُعتبر بمثابة رسالة إلهية متجددة تذكّر العالم بأن القيامة ليست فقط حدثًا تاريخيًا بل هي وعد مستمر بالرجاء والنور وأكدوا أن هذا النور الذي يُنقل لاحقًا إلى مختلف الكنائس في العالم يمثل بركة متجددة تتجدّد بها الحياة الروحية سنويًا
أفاد المحتفلون أن هذه الطقوس الروحية العميقة تسهم في تعزيز الانتماء الروحي والوطني في آنٍ واحد حيث تُعقد الصلوات وتتوالى الترانيم في مشهد يعكس عمق التقاليد الكنسية وأصالة العبادات التي توارثتها الأجيال وأوضحوا أن مظاهر الفرح بالقيامة تجلت في الحضور الكبير والمشاركة الفعالة في كل تفاصيل الاحتفال
أردف المصلّون أن عيد القيامة يُعد دعوة مفتوحة لتجديد النفس وتنقية الروح والاستعداد لمواصلة الحياة بقلب طاهر ونية سليمة مشيرين إلى أن هذه المناسبة تحمل في طياتها رسالة خلاص وتعزية للمؤمنين جميعًا في وجه التحديات والأحزان التي قد تعترض حياتهم اليومية
استرسل المشاركون في الحديث عن الدروس المستفادة من فترة الصيام الطويلة التي سبقت العيد مؤكدين أن هذه الفترة ساعدتهم على مراجعة الذات وتطهير القلوب من الأحقاد وإعادة ضبط بوصلة الإيمان نحو طريق الصفاء والسلام وأضافوا أن الصوم الروحي قبل أن يكون انقطاعًا عن الطعام فهو تفرغ للروح وارتقاء بالمعنى
اختتم الحاضرون احتفالاتهم بفرحة كبيرة مستذكرين قولًا مأثورًا في الطقس القبطي أن القيامة ليست نهاية بل بداية جديدة لحياة مملوءة بالنور والإيمان وتمنّوا أن تحمل الأيام المقبلة لمصر الخير والبركة والسلام داعين أن تكون هذه المناسبة بداية لانطلاقة جديدة نحو التآخي الحقيقي والتسامح العميق
نفى المحتفلون أي تأثير للتحديات الأمنية أو السياسية على روح العيد مؤكدين أن هذه المناسبة دائمًا ما تنجح في توحيد القلوب رغم ما يحيط بها من صعوبات وأكدوا أن صلوات القيامة تُقام بقوة اليقين وثبات العقيدة وتُبث منها روح الفرح والأمل
أوضح المصلّون أن احتفالات عيد القيامة تحولت إلى مظاهرة إيمانية نابضة بالأمل والحياة حيث رفعت الشموع وتعلّقت القلوب بالسماء وترددت الترانيم التي تعلن فرحة القيامة من كل ركن في الكنائس وتداخلت مشاعر الفرح الروحي مع الأمنيات لمستقبل أكثر إشراقًا
لفت المشاركون في العيد إلى أن هذه المناسبة تذكّر المؤمنين بأهمية الثبات على الطريق الروحي مهما تعاظمت العقبات وأكدوا أن القيامة تُعطي المعنى الحقيقي للغفران والانتصار على الضعف والظلم والنزاعات وهو ما يجعل هذا العيد يحتل مكانة خاصة في وجدان جميع المسيحيين
بهذا المشهد الروحي الفريد والمفعم بالمحبة والأمل اختتمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قداس عيد القيامة المجيد لهذا العام وسط مشاعر إيمانية عارمة وحضور غفير ومشاركة فاعلة من أبناء الكنيسة الذين عبّروا عن أمنياتهم بأن يكون هذا العيد بوابة لنور دائم وسلام عابر للحدود يملأ القلوب والبلاد معًا