أبل في مواجهة تحديات سلاسل التوريد والعلاقات الأمريكية الصينية

تواجه شركة أبل تحديات كبيرة نتيجة للرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين، حيث تعتبر هذه التحديات تهديدًا مباشرًا لعملية الإنتاج الخاصة بها.
تُصنع معظم مكونات أجهزة أبل في الصين، حيث تسهم الشركة الصينية فوكسكون في تصنيع أكبر عدد من أجهزة آيفون، وتُنتج الرقائق المتطورة من قبل شركة تي إس إم سي التايوانية.
يصعب تجاهل تأثير هذه العوامل على قطاع التكنولوجيا، حيث لا تزال أبل تعتمد بشكل كبير على سلاسل التوريد الصينية رغم محاولات تنويع مصادر الإنتاج.
تأثير التعريفات الجمركية على سلاسل التوريد
فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، رسومًا جمركية على الواردات الصينية، وهو ما أثر بشكل مباشر على صادرات أبل.
في البداية، عُفيت الهواتف الذكية وبعض الأجهزة الأخرى من الرسوم، إلا أن الوضع قد يتغير في المستقبل. وفقًا لتحليلات سابقة، 150 من أصل 187 من كبار موردي أبل يمتلكون مصانع في الصين، مما يوضح حجم تأثير هذه الرسوم الجمركية على عملية التصنيع.
دور الصين في دعم صناعة الإلكترونيات العالمية
تُعتبر الصين من أكبر مراكز التصنيع في العالم، ومنذ التسعينيات بدأت أبل في الاستفادة من هذه الفرصة. منذ عام 2001، بدأت أبل بالتوسع في مصانع الصين، حيث أصبحت في وقت لاحق جزءًا لا يتجزأ من سلسلة التوريد العالمية.
ومع توسعها في الصين، ساهمت أبل في تحسين قدرات التصنيع المحلي، ما دفع العديد من الشركات الصينية الصغيرة إلى أن تصبح من كبار الموردين في هذا القطاع.
صعوبة الانتقال إلى أماكن أخرى
رغم أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى تشجيع الشركات مثل أبل على نقل عملياتها إلى الولايات المتحدة، فإن نقل مثل هذا الحجم من الإنتاج سيكون مهمة صعبة.
قال العديد من الخبراء إن الخيارات الأخرى مثل فيتنام والهند لا يمكن أن تحل محل الصين في ظل حجم وكفاءة الإنتاج الموجود هناك. يواجه إنتاج أبل في هذه الدول رسوماً جمركية مرتفعة، مما يزيد من تعقيد نقل هذه العمليات إلى أماكن أخرى.
التحديات المستقبلية: هل تستطيع أبل التنويع؟
تواجه أبل تحديات في الحفاظ على مكانتها في السوق الصيني في ظل تزايد المنافسة من شركات مثل هواوي وشاومي.
في ظل القيود المفروضة على بعض الوظائف مثل البلوتوث وإيردروب في الصين، تواجه أبل صعوبة في تقديم منتجات تلبي احتياجات المستخدمين الصينيين.
كما أن الشركة لا تزال بحاجة إلى التأقلم مع الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تفرضها الصين على الشركات الأجنبية.
الاستثمار في الولايات المتحدة: خطوة لتخفيف الضغوط
قررت أبل مؤخراً استثمار 500 مليار دولار في الولايات المتحدة، وهو ما يعكس رغبتها في التكيف مع التغيرات السياسية.
مع ذلك، لا يبدو أن هذا الاستثمارات كافية لتحصين الشركة ضد المزيد من الضغوط من الإدارة الأمريكية، خصوصًا مع التهديد المستمر بفرض رسوم جديدة على الإلكترونيات.
تكشف حالة أبل عن التحديات المعقدة التي تواجهها الشركات الكبرى في عالم العولمة، حيث تجد نفسها عالقة في صراع بين قوتين اقتصاديّتين عظيمتين.