اختراق دبلوماسي مفاجئ في روما يحرك جمود النووي الإيراني نحو اتفاق مرتقب

أكدت مصادر مطلعة أن المحادثات التي جرت في العاصمة الإيطالية روما بين ممثلين عن الولايات المتحدة وإيران استمرت لمدة أربع ساعات كاملة
وشهدت خلالها الأطراف مناقشات مباشرة وغير مباشرة وصفت بأنها اتسمت بالمرونة وفتحت المجال أمام جولة جديدة من الحوار في الأسبوع التالي دون تحديد موعد نهائي لذلك
أوضحت المصادر أن هذه المناقشات شهدت توافقًا مبدئيًا حول بعض المبادئ العامة التي قد تشكل نواة اتفاق مستقبلي محتمل وذلك على الرغم من التباين الكبير في وجهات النظر بشأن العديد من التفاصيل المرتبطة ببرنامج إيران النووي والتزاماتها السابقة
أشار مشاركون في الاجتماعات إلى أن أجواء اللقاءات اتسمت بنوع من الإيجابية الحذرة حيث عبر الجانب الإيراني عن استعداده للانخراط في مسار تفاوضي على مستوى الخبراء وذلك في غضون الأيام القليلة القادمة من أجل صياغة مقترحات تقنية تحدد خطوط أي اتفاق جديد
أضاف المتحدثون أن المباحثات في روما لا تمثل نهاية المسار التفاوضي بل خطوة تمهيدية لجولة ثانية أكثر تحديدًا وتركزًا قد تُعقد في سلطنة عُمان خلال الأسبوع الأخير من شهر أبريل حيث تم تحديد يوم السادس والعشرين كموعد مبدئي للقاء بين المبعوث الأميركي والممثل الإيراني
استدرك المشاركون أن الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 لم يعد يمثل إطارًا مناسبًا لأي تفاهم جديد إذ ترى الأطراف الحاجة إلى صياغة اتفاق بديل يعكس المتغيرات السياسية والتقنية التي طرأت خلال السنوات الماضية والتي جعلت من الضروري مراجعة بنود الاتفاق السابق بشكل كامل
نوه المراقبون إلى أن طهران أعربت عن استعدادها لقبول قيود معينة على أنشطتها النووية غير أن ذلك مشروط بإلغاء العقوبات الاقتصادية الدولية التي أضرت بالاقتصاد الإيراني على مدار السنوات الماضية منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق في عام 2018
زعم مراقبون أن التهديدات السابقة باستخدام القوة ضد إيران من قبل الإدارة الأميركية السابقة لا تزال تلقي بظلالها على المفاوضات الجارية وتدفع الأطراف إلى التعامل بحذر شديد رغم بوادر الانفراج الظاهرة
أعلن مفاوضون أن الجولات المقبلة من الحوار قد تشهد تصعيدًا فنيًا في مستوى المشاركين حيث ستنضم فرق تقنية متخصصة لبحث المسائل التفصيلية المتعلقة بكميات تخصيب اليورانيوم وفترات التحقق الدولية والإشراف على المنشآت النووية الإيرانية
لفت المطلعون إلى أن المحادثات الأخيرة تأتي بعد توقف طويل دام أشهر عدة ولم تشهد خلالها الساحة الدولية أي تقدم ملموس مما يعكس أهمية التحرك الحالي ومدى تأثيره على مستقبل الاتفاق النووي في منطقة الشرق الأوسط
أجاب محللون بأن إعادة تشكيل اتفاق جديد سيحتاج إلى توافق دولي أوسع لا سيما من الدول الأوروبية التي كانت جزءًا من الاتفاق الأصلي لكن لم تشارك بشكل مباشر في هذه الجولة الأخيرة من الحوار الثنائي في روما