العالم العربيمصر

السيسي والبرهان يؤكدان رفضهما الإجراءات الأحادية بحوض النيل في جلسة مباحثات بالقاهرة

عقد عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان جلسة مباحثات موسعة في العاصمة المصرية، حيث تم مناقشة التطورات الأخيرة في المنطقة وأهمية التنسيق المشترك لحفظ الأمن المائي للدولتين.

وجاء في بيان الرئاسة المصرية أن الجانبين أكدا على رفضهما “الإجراءات الأحادية” في حوض النيل الأزرق، مشددين على أهمية التعاون بين مصر والسودان لتحقيق المنفعة المشتركة لجميع الدول في المنطقة. كما تم تناول الوضع الإقليمي الراهن، وبالأخص فيما يتعلق بحوض نهر النيل والقرن الإفريقي، مما يعكس حرص البلدين على تعزيز العلاقات وتعميق الشراكة بينهما.

وقد تم الاتفاق على استمرار التنسيق بين الدولتين في كافة القضايا المتعلقة بالأمن المائي، حيث قال السيسي: “إن استدامة الأمن المائي يتطلب منا العمل الجماعي والتفاهم المتبادل لضمان مصالح الأشقاء في حوض النيل”. من جهته، أشار البرهان إلى أن توقيت زيارتهم إلى القاهرة يأتي في إطار تعزيز العمل المشترك وتبادل الرؤى بين البلدين.

ومنذ سنوات، تطالب الجارتان مصر والسودان بإبرام اتفاق ثلاثي قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي الذي بدأ بناؤه على النيل في 2011، ولاسيما في أوقات الجفاف، لضمان استمرار تدفق حصتيهما من مياه النهر.

بينما تعتبر إثيوبيا أن اتفاق إعلان المبادئ، الذي وقّعته مع مصر والسوان عام 2015، كافٍ وتردد أن السد مهم لجهود التنمية، وخاصة عبر توليد الكهرباء، ولن يضر بمصالح أي دولة أخرى.

وتتشارك 11 دولة في نهر النيل، الذي يجري لمسافة 6 آلاف و650 كيلومترا، وهي: بوروندي ورواندا والكونغو الديمقراطية وكينيا وأوغندا وتنزانيا وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان والسودان ومصر.

وفي 1999 جرى الإعلان عن اتفاقية إطارية لدول حوض النيل، عُرفت باسم “عنتيبي”، ثم في 2010 وقّعت عليها إثيوبيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وبورندي، وانضمت إليها جنوب السودان في يوليو/ تموز 2024.

بينما ترفضها مصر والسودان، باعتبارها لا تراعي اتفاقيات 1902 و1929 و1959، التي حددت لهما حصص مياه معينة وحقوق نقض (فيتو) على بناء مشروعات على النيلين الأزرق والأبيض قد تضر بهما.

كما بحث السيسي والبرهان “سبل تعزيز التعاون الثنائي، والمساهمة المصرية الفعالة في جهود إعادة إعمار وإعادة تأهيل ما أتلفته الحرب بالسودان”.

ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

كما تناولت المحادثات “التطورات الميدانية الأخيرة في السودان، والتقدم الميداني الذي حققته القوات المسلحة السودانية باستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم”، حسب البيان.

واتفق الجانبان على “ضرورة تكثيف الجهود لتوفير الدعم والمساعدة اللازمين للسودانيين المقيمين في مناطق الحرب”.

وبوتيرة متسارعة، تناقصت في الفترة الأخيرة مساحات سيطرة “الدعم السريع” لصالح الجيش في أغلب ولايات السودان الـ18.

وتسارعت انتصارات الجيش في ولاية الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد “الدعم السريع” تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 ولايات من أصل 5 بإقليم دارفور (غرب).

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى