
وبمناسبة حديثي عن المرأة العاملة أتذكر أن حديث دار بيني وبين صديق أراد أن يأخذ رأيي في مشكلة ثارت في بيت أحد أقربائه ..
عن زوج يريد أن تعطيه زوجته مرتبها بالكامل لينفق منها على مصروفات البيت والأسرة في مقابل أن يلبي لها كل إحتياجاتها وطلباتها وهي ترفض ذلك!!
قلت له الزوجة معها حق !!
ليس من حقه الإستيلاء على مرتب زوجته ، أصابته الدهشة والوجوم لأن رأيي في صالح الزوجة وضد قريبه زوجها ..
وبعد فترة صمت قصيرة قال فيما يشبه السخرية: كنت أتوقع كلامك هذا ..
إبن “إحسان عبدالقدوس” لابد أن ينحاز إلى صف المرأة ضد الرجل حتى ولو لم تكن تريد أن تنفق على بيتها !!
قلت له بطريقة جادة: رأيي هذا قائم على الشرع وليس من منطلق حبيبي أبي !!
طرأت الدهشة على وجهه ثانياً واعتبر كلامي يدخل في دنيا العجائب وسألني:
يعني الشريعة تقول إن من حق العاملة الإحتفاظ بمرتبها كاملاً ..
والزوج وحده هو المسئول عن تدبير مصروفات منزله حتى ولو كان فقيراً ؟؟
الزوجة يا أستاذ خرجت للعمل ليس بدافع حبها له ، بل للظروف الإقتصادية الصعبة وبموافقة الزوج ..
فهل هذا جزاءه ؟؟
قلت له: هي تنفق على منزلها بموافقتها وبالإتفاق مع الزوج ، وليس بمحاولة إجبارها على ذلك !!
غضب صاحبي من كلامي هذا ، لكنني لم أتراجع عن رأيي ، وقلت له: الإسلام أعطى للمرأة ذمة مالية مستقلة وكان أول من يفعل ذلك في العالم كله ..
وعندها كمان شخصية مستقلة ، وفلوسها ملكها وحدها ..
حاول أن يقاطعني دون جدوى وأضفت قائلا: أول خطوة لحل هذا الإشكال يتمثل في تغيير الزوج لعقلية “سي السيد” فلا يكون داخل منزله صاحب أوامر ونواهي ، بل يعامل زوجته بالإحترام والسكن والمودة كما تنص تعاليم السماء ، ويتفق معها ودياً على كيفية مشاركتها في تدبير شئون المنزل من الناحية المادية ..
وعندما يسود الحب منزل الزوجية فإن كل المشاكل يمكن حلها في إطار إحترام كل طرف للآخر ، بدلاً من محاولة فرض الرأي وعقلية أنا راجل البيت وكلامي لازم يمشي !!