اندلعت اشتباكات عنيفة صباح يوم الخميس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة النهود، العاصمة الإدارية المؤقتة لولاية غرب كردفان جنوبي السودان، مما أضفى مناخاً من القلق في المنطقة.

وفقاً لشهود عيان، قامت قوات الدعم السريع بشن هجوم على المدينة مستخدمةً الأسلحة الثقيلة والخفيفة، مما أدى إلى تبادل نيران كثيف بين الطرفين، خصوصاً في الأحياء الشمالية للمدينة. سكان النهود اضطروا للبقاء في منازلهم نتيجة للاشتباكات، حيث خلت الشوارع من المارة في مشهد يعكس حالة من الرعب والهلع. ومع ذلك، أكد الشهود أن شبكة الاتصالات والإنترنت لا تزال تعمل في المدينة، مما سمح بتداول المعلومات بسرعة.

وقد تمكن جنود من الجيش من نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يظهرون تصديهم للهجوم الموجه من قبل قوات الدعم السريع. وفي هذا السياق، يسيطر الجيش على مدينة النهود بعد تحوليها إلى عاصمة إدارية مؤقتة للولاية، في حين أن قوات الدعم السريع قد سيطرت على العاصمة السابقة “الطفولة” منذ يوليو 2024.

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجهتين المعنيتين حول الوضع الراهن في النهود، مما يزيد من حالة الاستنفار بين الأهالي والمتابعين.

ويخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتمددت انتصارات الأخير في العاصمة الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

وفي الولايات الـ17 الأخرى في السودان، لم تعد “الدعم السريع” تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور.