ملفات وتقارير

تل أبيب تشتعل.. والنيران تكشف هشاشة الداخل الإسرائيلي

في لحظة لا تقل توترًا عن جبهات الحرب المفتوحة، اشتعلت النيران في قلب تل أبيب، ليس فقط على الأرض، بل في صدور الإسرائيليين الذين باتوا يشعرون بأن دولتهم تتداعى من الداخل قبل أن تُهزم على الجبهات. حرائق غير مسبوقة اندلعت في محيط المدينة، وسط اتهامات للحكومة بالتقصير، وتحذيرات من أن الغضب الشعبي قد يتجاوز في قوته لهيب الحريق ذاته.

حكومة مشغولة بالحرب.. ومقصّرة في الداخل

بينما تسعى إسرائيل لإظهار نفسها كقوة لا تُقهر في الخارج، جاءت الكارثة الطبيعية لتفضح عجزها البنيوي في الداخل، وتضع حكومة بنيامين نتنياهو في موقف لا تُحسد عليه. عجز الحكومة عن السيطرة على الحرائق كشف خللًا عميقًا في منظومتها الإدارية، وأعاد إلى الأذهان مشاهد الفوضى التي رافقت أزمات سابقة مثل كورونا.

هل حياة الإسرائيليين ثمن لحروب نتنياهو؟

سرعة انتشار النيران، وتأخر الاستجابة الرسمية، وسوء التنسيق بين الأجهزة، فتح الباب أمام تساؤلات مشروعة: هل تركت الحكومة الجبهة الداخلية تنهار بانشغالها بالحرب؟ وهل باتت حياة المواطنين العاديين ثمنًا لحروب نخبوية يقودها نتنياهو طمعًا في البقاء السياسي؟

صراعات بين الأجهزة.. وفوضى في القرار

الحرائق سلطت الضوء على تباينات حادة بين الشرطة، وجهاز الإطفاء، وحتى المؤسسة العسكرية، التي لم تُستدعَ إلا متأخرة. التقارير الصحفية العبرية تحدثت عن فوضى في إصدار التعليمات، وصراع صلاحيات أربك عمليات الإخلاء والإطفاء.

نيران الداخل تُربك قرارات الحرب

توقيت الكارثة يُربك الحسابات الإسرائيلية. فنتنياهو الذي كان يهدد بتوسيع الهجوم على غزة ولبنان، أصبح الآن محاصرًا بنيران الداخل، وقد يجد نفسه مضطرًا لتخفيف التصعيد خشية انفجار شعبي يهدد حكومته.

المعارضة تفتح النار سياسيًا

استغلت قوى المعارضة الموقف سريعًا، فخرجت قيادات بارزة مثل لابيد وساعر بتصريحات غاضبة، ووصفت الحرائق بأنها “فضيحة وطنية” تستوجب التحقيق والمساءلة. وسائل الإعلام انضمت للهجوم، وبدأت تلوّح بفشل القيادة كمدخل لانتخابات مبكرة.

تل أبيب تشتعل.. فمن يُطفئ الغضب؟

السؤال الذي يفرض نفسه الآن في الشارع الإسرائيلي: إذا كانت الدولة لا تحمي شعبها من حريق، فكيف تزعم أنها تقود حربًا منتصرة؟ وهل تبقى إسرائيل قوية في الخارج، إذا كانت مفككة من الداخل؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى