نتنياهو: “الإبادة في غزة أهم من استعادة الأسرى” يثير موجة من الانتقادات

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريحات جديدة له، أن استكمال العملية العسكرية في غزة يُعتبر أولويات استراتيجية تتجاوز أهمية استعادة الأسرى. وقد أثارت هذه التصريحات استياءً واسعًا بين عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي بشكل عام.
في حديثه يوم الخميس، أكد نتنياهو: “نريد استعادة الأسرى الأحياء والقتلى، ولكن للحرب هدف أسمى وهو النصر على أعدائنا”. تعكس هذه الكلمات توجهاً واقعيةً مثيرًا للجدل في سياق الصراع المستمر، حيث تشير الأرقام إلى أن أكثر من 170 ألف فلسطيني، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، قد لقوا حتفهم أو أصيبوا نتيجة للعمليات العسكرية في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023. كما أنه يُعتقد أن هناك أكثر من 11 ألف مفقود.
تأسف عائلات الأسرى على هذه التصريحات، حيث اعتبرت أن نتنياهو يتعارض مع رغبات الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين يسعون من أجل حلول إنسانية. وقد اتهمت عائلات الأسرى نتنياهو بالتحالف مع سموتريتش الذي يدعو لتصعيد الأعمال الحربية، مما يزيد من منسوب القلق والتوتر في المجتمع.
وعبرت عائلات الأسرى في بيان رسمي عن رفضها للتصريحات التي لا تعكس القيم الإنسانية، إذ قالت: “ينبغي أن تكون استعادة أسرانا في مقدمة أولويات الحكومة، وليس مجرد أداة لتحقيق نصر عسكري”.
وخلال لقاء مع طلاب إسرائيليين، قال نتنياهو الخميس: “نريد استعادة (الأسرى) الأحياء والقتلى.. هذا هدف بالغ الأهمية”.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
لكن نتنياهو استدرك: “للحرب هدف أسمى، وهو تحقيق النصر على أعدائنا، وهذا ما سنحققه.. لدينا أهداف حربية عديدة، ونريد استعادة جميع رهائننا”.
وفي 21 أبريل/ نيسان الماضي، أثار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش غضب عائلات الأسرى بتصريح مشابه، قال فيه إن استعادة الأسرى “ليست الهدف الأكثر أهمية”.
ومنتقدةً تصريح نتنياهو، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين، عبر منصة “إكس” الخميس: “السيد رئيس الوزراء.. إن عودة الرجال والنساء المختطفين لا تقل أهمية، بل هي الهدف الأسمى الذي ينبغي أن يوجه الحكومة الإسرائيلية”.
وتابعت: “تشعر عائلات المخطوفين بالقلق، إذ يتحالف نتنياهو مع سموتريتش ضد رغبة الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين يريدون عودة جميع المختطفين قبل كل شيء”.
ومرارا أكدت حركة “حماس” استعدادها لبدء مفاوضات شاملة، من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة بشكل كامل.
والاثنين، قال “مصدر سياسي” إسرائيلي، في تعميم على وسائل الإعلام، إن نتنياهو رفض مقترحا لوقف إطلاق النار لمدة خمس سنوات، مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة.
وعادة ما تصدر البيانات المنسوبة إلى “مصدر سياسي” عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ويعارض سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وقف الإبادة، ويهددان بإسقاط الحكومة إذا حدث ذلك، وتقول عائلات الأسرى والمعارضة إن نتنياهو حريص على استمرار حكومته من أجل بقائه السياسي.
والأربعاء، قالت صحيفة “هآرتس” العبرية إن الجيش الإسرائيلي يعتزم استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط ضمن خططه لتوسيع الإبادة في غزة.
ومطلع مارس/ آذار الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين “حماس” إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية، وفق إعلام عبري.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخلت غزة مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية