اتفاقية أمريكية أوكرانية تمنح واشنطن أولوية الوصول لموارد نادرة استراتيجية

وقعت الولايات المتحدة اتفاقية استراتيجية جديدة مع أوكرانيا تتيح لها الحصول التفضيلي على المعادن النادرة التي تشكل أحد أبرز العناصر الحيوية في الصناعات التكنولوجية والدفاعية الحديثة
عززت الاتفاقية التي وُقعت في أواخر أبريل 2025 فرص الولايات المتحدة في تأمين حاجاتها من العناصر الأرضية النادرة التي تدخل في صناعة الرقائق الإلكترونية والطائرات والأسلحة المتطورة خاصة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتعقيدات سلاسل الإمداد العالمية
شملت الاتفاقية بندًا ماليًا ضخمًا حيث قدمت الولايات المتحدة تمويلًا بقيمة 350 مليار دولار لدعم جهود إعادة الإعمار والبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا ما يفتح المجال أمام الشركات الأمريكية للوصول إلى مشاريع الطاقة والتعدين ومواقع الإنتاج الأولية ضمن الأراضي الأوكرانية
أتاح الاتفاق لواشنطن امتيازات حصرية تتعلق بالاستثمار في حقول التعدين النادرة وتطوير منشآت المعالجة والصهر بما يضمن نقل التكنولوجيا وتدريب الكفاءات المحلية ضمن بيئة تنظيمية مواتية ومحفزة للمستثمرين الأمريكيين
شملت الوثيقة أيضًا ترتيبات لوجستية وفنية لضمان تدفق الموارد إلى الولايات المتحدة بشكل مستقر وآمن عبر موانئ وممرات برية تم تأهيلها مسبقًا ضمن خطة شراكة طويلة الأجل بين الجانبين
أظهرت بيانات رسمية أن أوكرانيا تمتلك احتياطات ضخمة من العناصر الأرضية النادرة تقدر بملايين الأطنان ما يجعلها من بين الدول الخمس الأولى عالميًا من حيث وفرة هذه الموارد
استهدفت الاتفاقية أيضًا توسيع نطاق التعاون في قطاعات الطاقة النظيفة والتقنيات الخضراء وتعزيز القدرات الأوكرانية في مجالات التنقيب المستدام والإدارة البيئية لمواقع التعدين بما يتوافق مع المعايير الأمريكية الصارمة
ركّز الاتفاق على الحد من الاعتماد الغربي على مصادر المعادن النادرة القادمة من دول منافسة وفتح آفاق جديدة أمام الصناعات الأمريكية المتعطشة لهذه المواد الضرورية في التطوير الصناعي والتقني
دشنت هذه الخطوة مرحلة جديدة من التحالف الاقتصادي بين واشنطن وكييف وسط دعم سياسي قوي من الجهات التشريعية والمؤسسات المالية الأمريكية التي ترى في أوكرانيا بوابة استراتيجية لتعزيز النفوذ الغربي في قلب أوروبا الشرقية