ترامب طلب عبور السفن مجانًا ومصر رفضت حفاظًا على السيادة الوطنية

كشف مصدر مطلع عن تفاصيل مكالمة هاتفية جرت مؤخرًا بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
حيث طلب ترامب السماح بمرور السفن الأمريكية العسكرية والتجارية مجانًا عبر قناة السويس وهو ما قوبل برفض مصري حاسم وواضح
ورفضت القاهرة الرضوخ لأي ضغوط تتعلق بسيادتها على الممر المائي الحيوي الذي يمثل شريانًا أساسيًا للتجارة العالمية
أوضح المصدر أن ترامب أشار خلال الاتصال إلى أهمية الدور الأمريكي في حماية حركة الملاحة الدولية وطلب دعمًا من مصر في عملياته ضد جماعة الحوثي في اليمن من خلال السماح بمرور السفن الأمريكية
عبر قناة السويس دون رسوم مؤكدا أن ذلك يسهم في تسريع عمليات الدعم اللوجستي التي تنفذها واشنطن في البحر الأحمر بالتنسيق مع بعض حلفائها
أكد المصدر أن السيسي رفض بشكل مباشر الطلب الأمريكي وأكد على أن قناة السويس خاضعة بالكامل للسيادة المصرية وأن المرور فيها يخضع للاتفاقيات الدولية المنظمة لذلك والتي تطبق على جميع الدول دون استثناء مشددًا على أن مصر لن تقدم تنازلات مالية أو سياسية في هذا الصدد مهما كانت الضغوط أو المبررات
لفتت التقارير إلى أن ترامب اعتبر أن الولايات المتحدة كان لها الدور الأكبر في تأسيس قناتي السويس وبنما مبررًا طلبه بإعفاء السفن الأمريكية من الرسوم وهو ما رفضته مصر جملة وتفصيلًا وتمسكت بالقواعد والسياسات المعتمدة في إدارة القناة دون تقديم مزايا خاصة لأي دولة
نوهت المصادر إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى في المرحلة الحالية لتقاسم أعباء العمليات العسكرية في البحر الأحمر خاصة بعد تصاعد هجمات الحوثيين على السفن المرتبطة بإسرائيل والتي بدأت في 19 نوفمبر 2023 كرد فعل على استمرار العمليات العسكرية في غزة
أشارت تقارير اقتصادية إلى أن إيرادات قناة السويس بلغت في عام 2023 نحو 9.4 مليارات دولار وتمثل ما يقارب 10% من حركة التجارة العالمية مما يجعلها مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة بالنسبة للاقتصاد المصري الذي يواجه تحديات كبيرة
أفادت التقارير أن نشاط السفن في قناة السويس شهد تراجعًا بسبب التهديدات الأمنية في البحر الأحمر ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا لبدء عمليات عسكرية منذ يناير 2024 للتصدي لهجمات الحوثيين وحماية طرق التجارة الدولية التي تمر عبر هذا الممر المائي الاستراتيجي