“كمين العيد”.. عملية متميزة للمقاومة تقتل جنوداً من جيش الاحتلال في خانيونس.

تصدرت الفعاليات العسكرية في قطاع غزة عناوين الأخبار اليوم الجمعة، حيث أفادت مصادر إعلامية عبرية بتعرض قوة مشاة خاصة من الاحتلال الإسرائيلي لتفجير أثناء محاولتها اقتحام مدينة خانيونس، ما أسفر عن مقتل وإصابة 12 جنديًا.
وفقًا للتقارير، وقع الانفجار في سياق عمليات الاقتحام التي ينفذها الاحتلال في المدينة، واستهدف وحدة نخبة إسرائيلية، مما أعاد للأذهان مدى التحديات التي تواجهها قوات الاحتلال في مواجهة المقاومة الفلسطينية. يذكر أن فرق الإنقاذ الإسرائيلية لا تزال تواصل عمليات البحث وسط أنباء عن جنود عالقين تحت الأنقاض، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة.
تحدثت مصادر إعلامية قريبة من المقاومة، مشيرة إلى أن الكمين الذي نصبته المقاومة كان “قاتلًا وخطيرًا”، وذلك في أول أيام عيد الأضحى، مما يقدم دلالات على استراتيجيات جديدة تُستخدم لمواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية.
قال متحدث باسم المقاومة: “نؤكد أن هذه العمليات تأتي في إطار الدفاع عن حقوقنا ومقاومة الاحتلال. نحن مستعدون لمواجهة أي محاولة للاعتداء على مدننا، وسنواصل العمل على حماية أراضينا وشعبنا.”
ويشير وقوع “قوة خاصة” في هذا الكمين، إلى مشاركة وحدات من الصف الأول في جيش الاحتلال، مثل “سييريت متكال”، أو “يمام”، أو وحدة “عوكتس” (الكلاب الهجومية) التي ترافق عادة فرق الهندسة. وقد فُسّر وجود هذه التشكيلات في هذا الموقع والتوقيت كمؤشر على تنفيذ مهمة حساسة داخل بيئة مقاومة عالية الخطورة، ضمن مناطق لا تزال تخضع لسيطرة نارية مباشرة من فصائل المقاومة.
وأكدت مصادر عبرية أن طواقم الإخلاء واجهت عراقيل كبيرة في الوصول إلى الموقع، وسط استمرار الحدث وتطوراته الميدانية، في ظل خسائر بشرية فادحة وتضارب في التقديرات الأولية.
وفي أعقاب الحدث، أعلنت إدارة مستشفى “سوروكا” في “بئر السبع”، جنوب فلسطين المحتلة، حالة التأهب القصوى، استعدادًا لاستقبال عدد كبير من الإصابات الحرجة، ما يعكس فداحة الضربة التي تلقتها قوات الاحتلال، بحسب ما تم تداوله في وسائل إعلام المستوطنين.
ولا تزال تفاصيل العملية تخضع لتعتيم إسرائيلي رسمي، في محاولة للحد من أثرها المعنوي على الجبهة الداخلية، إلا أن التقديرات الأولية تشير إلى أن الكمين قد يكون من أعنف الضربات التي ألحقتها المقاومة بالقوات الخاصة الإسرائيلية منذ اندلاع العدوان على غزة.
ولم تنفي فصائل المقاومة في غزة، تلك الأنباء أو تؤكدها، إلا أن مصادر مقربة من المقاومة نشرت تلك المعلومات.
ومنذ أن استأنف جيش الاحتلال حرب الإبادة في 18 آذار/مارس الماضي، نجحت المقاومة في تنفيذ سلسلة من الكمائن النوعية، استهدفت القوات المتوغلة في القطاع، وألحقت بها خسائر بشرية ومادية جسيمة.
ووفق المعطيات الرسمية لجيش الاحتلال، قُتل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 856 عنصرًا، وأُصيب 5 آلاف و847 آخرين، بينهم ألفان و641 خلال المعارك البرية داخل قطاع غزة.