العالم العربي

ميدل إيست آي : مفاوضات أمريكية أردنية على تسليم أحلام التميمي مقابل مساعدات مالية

كشف موقع ميدل إيست آي النقاب عن دخول مسؤولين أمريكيين في محادثات مع الأردن بشأن تسليم مواطنة أردنية سبق أن أدانتها محكمة للاحتلال بتهمة المساعدة في تنفيذ هجوم للمقاومة في القدس.

وتأتي هذه الحوارات في وقت حرج للمملكة الأردنية الهاشمية، التي حظرت جماعة الإخوان المسلمين، وتخشى غضب مواطنيها تجاه الاحتلال بسبب حرب غزة، حيث ترتبط عمّان  بمعاهدة سلام مع تل أبيب منذ عام 1994.

وتجري مناقشة مسألة تسليم أحلام التميمي كجزء من حزمة أوسع من الصفقات التي يأمل الأردن أن تسمح له بالحصول على المزيد من المساعدات الاقتصادية الأمريكية، التي تقلصت مع حل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)

وقال مصدر غربي رفيع المستوى مطلع على المفاوضات الحساسة لموقع ميدل إيست آي: “يحاول الأردن أن يُظهر لإدارة ترامب أنه لا يزال ذا صلة برؤيتها العالمية، بعدما لم يعد القول المأثور بأن المساعدات ضرورية لتحقيق الاستقرار في الأردن من أجل المنطقة مقبولًا في واشنطن”.

وأضاف المصدر أن إحدى نتائج ذلك هي اضطلاع الأردن بدور أكبر في المشاركة في العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، بالتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق البلاد.

وسبق لرويترز أن أفادت بأن سلطات مكافحة الإرهاب السورية وممثلين أمريكيين يعقدون محادثات في عمان، لكن قضية التميمي قد تكون الأكثر حساسية بالنسبة للمملكة، إذ تمس السياسة الداخلية ومصير مواطنة أردنية.

حملة قمع الإخوان المسلمين

يذكر أن التميمي كانت قد اعتقلت خلال فترة إقامتها في الضفة الغربية بتهمة القيام بدور في تفجير مطعم سبارو للبيتزا في القدس عام 2001، والذي أسفر عن مقتل 15 شخصًا، بينهم سبعة أطفال.

وحُكم على التميمي من قبل محاكم الاحتلال بالسجن 16 مؤبداً، قبل أن يطلق سراحها في صفقة تبادل أسرى مع حماس عام 2011، حيث عاشت في الأردن منذ ذلك الوقت، وظلت تظهر بانتظام في وسائل الإعلام.

وأفاد موقع “العربي الجديد” الإخباري في فبراير/شباط أن الأردن طلب من حماس إيجاد دولة تستقبل التميمي لنقلها إليها، وإلا فإن عمان ستُجبر على تسليمها.

ومنذ ذلك الوقت، لم تُنشر أي تقارير عن حوارات جرت بين المسؤولين الأمريكيين والأردنيين حول مصير التميمي كالتي تجري اليوم ضمن سياق أوسع لكسب المساعدات الأمريكية.

وأضاف المصدر أن الولايات المتحدة ترى فرصة لتسليم التميمي منذ حظر الأردن جماعة الإخوان المسلمين في أبريل/نيسان.

يذكر أن حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، هو حزب المعارضة الرئيسي في المملكة، وله تاريخ في التقرب من النظام الملكي الهاشمي.

وقد تعرض مكتب جبهة العمل الإسلامي لمداهمة مؤخرًا، ويعتقد بعض المراقبين أنه من الممكن إلغاء ترخيص الحزب كليًا.

واتهم الأردن جماعة الإخوان المسلمين بالتخطيط لشن هجمات في البلاد بعد أسبوع من إعلان الأجهزة الأمنية اعتقالها 16 شخصًا متهمين بتخزين أسلحة والتخطيط لزعزعة استقرار المملكة.

وأكد مسؤول أمريكي مطلع على المداهمات لموقع ميدل إيست آي ضبط جميع الأسلحة في عدة مواقع، لكنه قال إن الأسلحة ربما كانت متجهة إلى الضفة الغربية المحتلة، وليست بالضرورة موجهة إلى النظام الملكي.

وأضاف المسؤول أن هذه الخطوة لم تُفاجئ المسؤولين الأمريكيين الذين توقعوا مسبقًا حملةً على جماعة الإخوان المسلمين.

وتحولت قضية التميمي إلى مصدر قلق بالغ في العلاقات الأمريكية الأردنية خلال إدارة ترامب الأولى، لكن الملك عبد الله الثاني تمكن من تجاوز طلب إدارة ترامب الأولى بتسليم التميمي، المدرج على قائمة أكثر المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بسبب مقتل مواطنين أمريكيين اثنين في تفجير مطعم سبارو للبيتزا.

وفي العام 2020، ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن البيت الأبيض درس حجب أو قطع المساعدات العسكرية للأردن لتسلم التميمي.

وكان الملك عبد الله والرئيس ترامب قد عقدا اجتماعًا في البيت الأبيض في فبراير/شباط، وصفه مسؤولون أمريكيون وإقليميون مطلعون على محادثاتهما بأنه كان جيداً بشكل عام.

وقد أشادت مصر بعبد الله لما ثالت أنه نجاح في ثني ترامب عن المضي قدمًا في خطته للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة وبسط “سيطرة” الولايات المتحدة عليها، غير أن الأردن على الرغم من ذلك بالفعل من خفض حاد في المساعدات المالية.

وفي العام 2023، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الأردن تلقى ما يقرب من 1.7 مليار دولار كمساعدات، من بينها 425 مليون دولار كمساعدات عسكرية خارجية، في حين تتلقى المملكة ما يقرب من 770 مليون دولار كمدفوعات نقدية مباشرة.

ووفقًا لتقرير صادر في مارس/آذار عن شركة “ستاندرد آند بورز جلوبال” لتقييم ائتمان الأردن، فإن إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وحده من شأنه أن يُعرّض حوالي 300 مليون دولار من المدفوعات للمملكة للخطر.

ويقول دبلوماسيون ومحللون إن الأردن يحاول الحصول على مساعدات إضافية من دول الخليج، حيث شددت المملكة العربية السعودية قبضتها المالية في السنوات الأخيرة.

في غضون ذلك، ازداد نفوذ الإمارات العربية المتحدة في الأردن، لكن المساعدات جاءت على شكل استثمارات، لا معونات، حيث وقّعت الإمارات والأردن عام 2024 اتفاقية بقيمة 2.4 مليار دولار لبناء خط سكة حديد من العقبة إلى البحر الميت.

وتعتبر عائلة آل نهيان الحاكمة في الإمارات جماعة الإخوان المسلمين تهديدًا لحكمها، وتسعى إلى القضاء عليها في جميع أنحاء المنطقة.

المصدر: ميدل إيست آي (هنا)

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى