العالم العربي

في يوم الصحافة العالمي: إعلاميو غزة يتعرضون لهجوم مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي

ممارسات الاحتلال الإسرائيلي تترك آثارًا مدمرة على الصحافة: مقتل 212 صحفياً وتعطيل 143 مؤسسة إعلامية

في ظل تصاعد العنف والاعتداءات، وثقت الجهات المعنية مقتل 212 صحفياً في فلسطين على يد الاحتلال الإسرائيلي، بينما أصيب 409 آخرون، بالإضافة إلى اعتقال 48 واغتيال 21 ناشطاً إعلامياً مؤثراً، مما يسلط الضوء على الوضع المأساوي للمهنة في هذه المنطقة الملتهبة.

تشير الإحصاءات إلى أن الاحتلال دمر حياة 28 عائلة من الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم، وقضى على 44 منزلاً للصحفيين، متسبباً في خسائر أولية تقدر بنحو 400 مليون دولار في القطاع الإعلامي. وقد شملت الأضرار تدمير 23 مؤسسة رقمية، و11 إذاعة، و16 مقر فضائيات، و27 مطبعة، مما يعكس مستوى العنف الممارس ضد العاملين في هذا القطاع الحيوي.

بالإضافة إلى ذلك، تعرضت 5 مؤسسات نقابية مهنية وحقوقية معنية بحرية الصحافة لأضرار جسيمة. ورغم كل هذه الظروف القاسية، لا تزال 143 مؤسسة إعلامية مختلفة تواصل عملها في القطاع، مما يعكس التحدي الكبير الذي يواجهه الصحفيون في سعيهم لنقل الحقائق للعالم الخارجي.

وقال المتحدث باسم أحد النقابات الإعلامية: “إن الاستهداف المستمر للصحفيين والإعلاميين يعكس رغبة الاحتلال في إسكات الحقيقة، لكننا نؤكد أننا سنراهن على الاستمرار في تطوير العمل الصحفي رغم كل التحديات”.

في اليوم العالمي لحرية الصحافة: الإعلاميون الفلسطينيون في غزة يستمرون في مواجهة التحديات رغم المخاطر

بدلاً من الاحتفال بالحرية، يعيش الإعلاميون الفلسطينيون في قطاع غزة تحت غطاء من القصف والاعتقال، حيث يواصلون أداء واجبهم المهني والإنساني في تقديم الحقائق للعالم عن جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل.

في التاسع عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهدفت إسرائيل بشكل مباشر الصحفيين، مما أسفر عن استشهاد 212 صحفياً، بينهم 13 صحفية، وذلك منذ بدء هذه الإبادة. وقد اعتبرت المؤسسات الحكومية والحقوقية هذا العدد “الأعلى في العالم” منذ بدء إحصاء القتلى الصحفيين في عام 1992.

وفي بيان له، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة: “إن صمت المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بحقوق الصحفيين يعد تشجيعاً لإسرائيل على مواصلة جرائمها”، مشيرا إلى أهمية حشد الدعم العالمي لحماية الصحفيين في ظل الظروف القاسية التي يواجهونها.

وتعاني غزة من حصار خانق منذ 18 عاماً، مما يجعل الصحفيين وعائلاتهم تحت ضغط شديد، يتراوح بين الاستهداف المباشر، بالإضافة إلى التحديات اليومية مثل الحصار والتجويع وندرة الخدمات الصحية.

وفي إطار إدانته لهذه الانتهاكات، أضاف الثوابتة: “إننا نحتاج إلى تفعيل الآليات الدولية لحماية الصحفيين وإعادة الاعتبار لحقوقهم الأساسية”.

وفي تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول هذا الوضع، أعرب عن استنكاره لصمت المؤسسات الصحفية الدولية حيال مقتل الصحفيين. حيث قال في كلمة له: “إن العالم بحاجة إلى أن يتحرك للدفاع عن حرية الصحافة، لا سيما في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة”.

ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 212 جريمة حرب متعمدة ضد إعلام الحقيقة

حتى 25 أبريل الماضي، ارتكب الجيش الإسرائيلي جريمة إبادة جماعية بحق المدنيين، حيث لقي 212 صحفيًا حتفهم في قطاع غزة.

في بيان رسمي صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، تم الإعلان عن تصاعد عدد الشهداء الصحفيين منذ 7 أكتوبر 2023، حيث أشار مدير عام المكتب، إسماعيل الثوابتة، في حديثه لوكالة الأناضول إلى أن الصحفيين المستهدفين هم إما محليون أو مراسلو وكالات أنباء، بالإضافة إلى مراسلي قنوات فضائية دولية. كما أضاف الثوابتة أن عدد المصابين بين الصحفيين والإعلاميين بلغ 409، بينما تم اعتقال 48 آخرين واغتيال 21 ناشطًا مؤثرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح الثوابتة أن عدد أسر الصحفيين التي تم اغتيالها بلغ 28 عائلة، مشيرًا إلى أن إسرائيل دمرت 44 منزلاً خاصًا بالصحفيين، إما كليًا أو جزئيًا. واعتبر هذه الأفعال بمثابة “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية” تهدف إلى إسكات صوت الحقيقة ومنع توثيق الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين.

وأكد أن قتل الصحفيين وقصف المقرات الإعلامية يُعتبر انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، الذي ينص على ضرورة حماية الطواقم الصحفية أثناء النزاعات المسلحة، معتبراً أن هذا السلوك العدواني جزء من حرب شاملة تستهدف حتى الصحفيين.

دعا الثوابتة المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان، وأبرزها الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومنظمة مراسلون بلا حدود، إلى ضرورة التحرك العاجل لإيقاف استهداف الصحفيين الفلسطينيين وفتح تحقيقات دولية مستقلة في هذه الجرائم، ومحاسبة المرتكبين أمام المحاكم الدولية. كما طالب بتوفير حماية دولية فورية للطواقم الإعلامية وضمان حرية التغطية وكسر الحصار الإعلامي المفروض على غزة.

وأشار إلى أن استمرار صمت المجتمع الدولي يعتبر “غطاءً ضمنيًا لاستمرار هذه الجرائم، مما يهدد القيم الإنسانية العالمية”.

استنتاجات مقلقة: الإعلام الفلسطيني يتكبد خسائر بقيمة 400 مليون دولار بسبب العدوان المستمر

أعلن ممثلون عن القطاع الإعلامي الفلسطيني أن الأضرار الأولية الناتجة عن الإبادة المستمرة على مدى 19 شهرًا تتجاوز 400 مليون دولار، ما يعكس حجم المعاناة التي يواجهها الصحفيون والمؤسسات الإعلامية في ظل الصراع.

كشف السيد الثوابتة عن التحديات الجسيمة التي تعرض لها القطاع الإعلامي، مؤكدًا أن هذه الخسائر تشمل تدمير مقرات المؤسسات الإعلامية وأدواتها من فضائيات وإذاعات ووكالات إخبارية. وأشار إلى أن 12 مؤسسة صحفية ورقية و23 مؤسسة رقمية تعرضت للتدمير بالكامل أو جزئيًا، فيما تضررت 11 مؤسسة إذاعية و16 فضائية.

وأضاف الثوابتة أن هذا الدمار طال أيضًا 5 مطابع كبرى و22 مطبعة صغيرة، بالإضافة إلى 5 مؤسسات نقابية مهنية وحقوقية تعنى بحرية الصحافة. رغم ذلك، تستمر 143 مؤسسة إعلامية في العمل بالرغم من الظروف المؤلمة.

وأشار إلى بعض من أبرز المؤسسات المحلية التي دُمرت، مثل قناة وإذاعة الأقصى ووكالة شهاب للأنباء، في حين تعرّضت مؤسسات إعلامية عربية وإقليمية مثل قناة الغد وقناة الجزيرة مباشر للتدمير.

وذكر السيد الثوابتة أن القوات الإسرائيلية استهدفت أيضًا سيارات البث والعديد من الأجهزة وأدوات الصحفيين، مما يدل على عدم احترام القوانين الدولية التي تحمي الصحفيين.

بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، قال الثوابتة: “الحديث عن حرية الإعلام يبقى بلا معنى إذا استمر الصمت الدولي على جرائم قتل الصحفيين.” وأضاف: “حرية الصحافة لا تقاس بالخطب أو البيانات، بل بمدى القدرة على حماية الصحفيين ومنحهم حرية التغطية.”

.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان: استهداف الصحفيين في غزة جريمة حرب تستدعي تدخلًا دوليًا

في بيانٍ صحفي أصدره المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في 26 أبريل، أكد المركز أن إسرائيل تتعمد قتل الصحفيين في غزة كوسيلة لترهيبهم ومنعهم من نقل الحقيقة المتعلقة بوقائع الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون.

وأوضح المركز، الذي يعمل بشكل مستقل، أن “استمرار استهداف وقتل الصحفيين بشكل متصاعد يظهر بما لا يدع مجالا للشك أن القتل عمدي ومقصود بهدف ترهيبهم وتخويفهم ومنعهم من نقل الحقيقة للعالم وتغييب نقل وقائع الإبادة ضد المدنيين بغزة”. وقد وثق المركز الحقوقي أن الغالبية العظمى من الصحفيين قُتلوا جراء الغارات الجوية للطائرات الحربية وعمليات إطلاق النار من قبل قناصة.

وأكد المركز أن هذه الأفعال تشكل “جريمة حرب” بموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. كما شدد المركز على أن حرية الصحافة والتعبير محمية بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، خاصة المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

وحذر المركز من أن استمرار إفلات إسرائيل من العقاب “يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الصحفيين وعائلاتهم بلا رادع”. وطالب المجتمع الدولي بتوفير “حماية دولية للمدنيين في غزة” ودعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إلى “التسريع باتخاذ إجراءات عملية لإنجاز التحقيق في الجرائم المرتكبة على إقليم دولة فلسطين، بما فيها جرائم قتل الصحفيين، الذين يدفعون حياتهم ثمنًا لإظهار الحقيقة”.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل، بدعم امريكي مطلق، ترتكب منذ 7 أكتوبر 2023 عمليات إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 170 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، مع وجود أكثر من 11 ألف مفقود.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى