أمريكا تبدأ محادثات لترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا ودول أخرى

أطلقت السلطات الأميركية تحركات جديدة تهدف إلى ترحيل المهاجرين غير النظاميين إلى دول إفريقية وأمريكية لاتينية وسط تصاعد في الإجراءات الحكومية الرامية إلى الحد من تدفق المهاجرين من دول ثالثة نحو الأراضي الأميركية

باشرت الولايات المتحدة فعليا مفاوضات مع ليبيا بغرض التوصل إلى اتفاق يسمح بإعادة توطين مهاجرين غير شرعيين على أراضيها في خطوة أثارت قلق منظمات حقوقية دولية نظرا للظروف الأمنية والإنسانية الصعبة التي تعاني منها البلاد منذ سنوات

وسّعت الحكومة الأميركية من دائرة التفاوض مع عدة دول بينها رواندا التي تُعد من أبرز الوجهات التي تسعى واشنطن إلى استخدامها كنقطة إعادة توطين للمهاجرين إذ تأتي هذه الخطوة ضمن سياسة أوسع لتقليل أعداد المهاجرين الداخلين إلى الولايات المتحدة بطرق غير قانونية

استهدفت إدارة الرئيس الأميركي ترحيل أكثر من 250 مهاجرا في مارس الماضي إلى السلفادور بعدما تم اتهامهم بالارتباط بجماعات إجرامية مسلحة وتم احتجازهم في منشآت أمنية مشددة الحراسة مقابل مساعدات مالية قدمتها واشنطن إلى الحكومة السلفادورية

أثارت هذه الخطوات ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والحقوقية نظرا لكونها تعيد إلى الأذهان خطط ترحيل مشابهة أطلقتها دول غربية أخرى منها بريطانيا التي أعلنت في عام 2022 عن خطة لترحيل مهاجرين إلى رواندا إلا أنها فشلت في تطبيقها نتيجة اعتراضات قانونية ومجتمعية

أوقفت حكومة حزب العمال البريطاني بقيادة كير ستارمر العمل بالخطة السابقة عقب وصولها إلى الحكم في يوليو 2024 ما أظهر تحولا في نهج بعض الدول الأوروبية إزاء ملف الهجرة مقارنة بالتشدد الأميركي المتصاعد في هذا الملف

تابعت الإدارة الأميركية اجتماعاتها المكثفة منذ يناير الماضي داخل البيت الأبيض لدراسة إمكانية توسيع برنامج الترحيل ليشمل دولا إضافية غير السلفادور ورواندا وليبيا في محاولة لإيجاد حلول عملية لتكدس المهاجرين في مراكز الاحتجاز داخل الولايات المتحدة

شدّدت الدوائر السياسية في واشنطن على ضرورة تسريع هذه الترتيبات ضمن ما أسمته سياسة الردع الاستباقي التي تهدف إلى منع المهاجرين المحتملين من اتخاذ قرار الهجرة غير النظامية عبر إرسال رسائل واضحة بأنهم لن يتمكنوا من البقاء في الأراضي الأميركية