ملفات وتقارير

فوز خالد البلشي نقيبًا للصحفيين يشعل مشهدًا انتخابيًا ديمقراطيًا نابضًا بالحرية

شهدت نقابة الصحفيين لحظة استثنائية من الفخر والمشاركة الواعية مع انتهاء انتخابات التجديد التي جرت في الأول من مايو لعام 2025 والتي أسفرت عن فوز خالد البلشي بمقعد النقيب بعد عملية انتخابية حافلة جسدت أسمى معاني الديمقراطية داخل الوسط الصحفي المصري

أعلنت اللجنة القضائية المشرفة على سير الانتخابات فوز المرشح خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين بعد أن حصل على ثلاثة آلاف وتسعمائة واثنين وأربعين صوتا من أصل عدد أصوات صحيحة بلغ ستة آلاف وتسعمائة وخمسة وعشرين صوتا وسط مشاركة إجمالية بلغت سبعة آلاف وستمائة وثمانية وخمسين صحفيا أدلوا بأصواتهم في عرس ديمقراطي داخل مقر النقابة بالقاهرة

رصدت عدسات المتابعة اصطفاف الصحفيين منذ الصباح الباكر أمام لجان الاقتراع التي بلغ عددها اثنتي عشرة لجنة موزعة داخل أروقة النقابة حيث بدأت عمليات التصويت في تمام الساعة العاشرة صباحا واستمرت حتى الثامنة مساء وسط إجراءات تنظيمية دقيقة وأجواء احتفالية ميزت الحدث الانتخابي عن سابقيه

أكد مراقبون حضروا المشهد الانتخابي أن العملية جرت في إطار من الشفافية والاحترام الكامل لإرادة الجمعية العمومية وهو ما عزز الثقة مجددًا بين الصحفيين ومؤسستهم النقابية التي استعادت جزءا من بريقها في مشهد وصفه البعض بأنه انتصار للمهنة وللمبدأ الديمقراطي

أظهرت بيانات التصويت النهائية تقدم خالد البلشي على منافسه عبد المحسن سلامة الذي نال ألفين وتسعمائة وثلاثة وثمانين صوتا فقط ما يعكس تحولا واضحا في اتجاهات الأصوات نحو دعم مرشح يمثل مطالب تيار التغيير داخل النقابة ويعبر عن طموحات قطاع واسع من الصحفيين الشباب

أدلى الصحفيون بأصواتهم في جو ساده التنافس المهني الراقي وروح المشاركة الحقيقية حيث شهدت ساحات النقابة حوارات مفتوحة ونقاشات حول مستقبل المهنة وسبل مواجهة التحديات التي تمر بها الصحافة المصرية في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة وتحولات سوق الإعلام محليا وعالميا

تابعت لجان الإشراف القضائي العملية منذ لحظة فتح صناديق الاقتراع وحتى انتهاء عمليات الفرز الدقيقة التي جرت على مدار ساعات طويلة امتدت حتى فجر اليوم التالي وسط ترقب من الحضور الذين أصروا على الانتظار داخل النقابة حتى إعلان النتيجة النهائية

أوضح مستشارو الإشراف الانتخابي أن إجمالي الأصوات الباطلة بلغ سبعمائة وثلاثة وثلاثين صوتا تم استبعادها وفقا لمعايير النزاهة والالتزام الكامل بالتعليمات الفنية والتنظيمية لضمان عدالة العملية الانتخابية ومنع أي تجاوزات أو محاولات للتأثير على النتائج

أضافت عملية الانتخاب زخما حقيقيا إلى الحياة النقابية حيث أعادت الأمل للصحفيين في استعادة دور النقابة ككيان مدافع عن الحريات وحامي للمهنة في وقت تواجه فيه الصحافة العديد من التحديات على المستويين المؤسسي والتشريعي

أشارت متابعة الحدث إلى أن الإقبال الكثيف عكس ارتفاع الوعي النقابي لدى الصحفيين الذين لبوا نداء المشاركة رغم ما يعانونه من ضغوط معيشية ومهنية متصاعدة وهو ما يمنح النقيب المنتخب تفويضا معنويا قويا لتحمل مسؤولية المرحلة المقبلة بكل أبعادها

لفت متابعون إلى أن انتخابات هذا العام تميزت بقدر كبير من التنظيم والتفاعل والاحترام المتبادل بين كافة الأطراف المشاركة دون تسجيل حوادث تعكر صفو اليوم الانتخابي ما يعكس نضجا نقابيا مستحقا بعد سنوات من الاستقطاب والجمود

أعلن مسؤولو التنظيم داخل النقابة عن اعتمادهم خطة متكاملة لإدارة العملية شملت تسكين اللجان وتجهيز أوراق التصويت وتوفير مقرات مخصصة للفرز مع التنسيق الكامل مع الجهات القضائية التي أشرفت بشكل مباشر على كل مراحل التصويت والعد وإعلان النتائج

استبشرت الجماعة الصحفية خيرا بفوز خالد البلشي الذي ينتمي لمدرسة الدفاع عن حقوق الصحفيين والحريات العامة معتبرين أن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة من حيث السياسات والملفات التي ستحظى بالأولوية داخل أروقة النقابة

استعرض تقرير رسمي صادر عن لجنة التنظيم أرقام الحضور والمشاركة حيث تبين أن نسبة التصويت تجاوزت الستين في المئة من إجمالي عدد الصحفيين المقيدين والبالغ عددهم اثني عشر ألفا وسبعمائة عضو وهو ما يعكس رغبة حقيقية في ممارسة الحق النقابي والتأثير في صناعة القرار داخل النقابة

نبّه عدد من المتابعين إلى أهمية البناء على هذا الإنجاز الديمقراطي وتوسيع المشاركة في الفعاليات النقابية القادمة لتكريس ثقافة الحوار واحترام التنوع داخل الجسم الصحفي الذي يمثل عمودا أساسيا في منظومة الإعلام الوطني

استعاد الصحفيون أجواء التضامن والتكاتف التي ميزت المشهد العام خلال الانتخابات حيث توافد الزملاء من مختلف المؤسسات القومية والحزبية والخاصة لممارسة دورهم الانتخابي في أجواء احتفالية سادها الانضباط والمنافسة الشريفة

شدد الحاضرون على أن فوز البلشي لم يكن مجرد تفوق رقمي بل تجسيد لمرحلة جديدة من العمل النقابي القائم على الشفافية والانحياز لمطالب المهنة وتاريخها ومكانتها في ضمير الوطن كسلطة رقابة مجتمعية لا غنى عنها في أي تجربة ديمقراطية

رحب كثير من الصحفيين بالنتيجة مؤكدين أن إعادة انتخاب النقيب لفترة جديدة يواجه تحديات جسيمة أبرزها تحسين الأوضاع المعيشية للصحفيين وتوسيع مظلة التأمينات الصحية وتفعيل صندوق البطالة وتطوير برامج التدريب لمواجهة متغيرات الإعلام الرقمي

أردف محللون مهنيون بأن نتيجة الانتخابات أظهرت قوة حضور التيار الإصلاحي داخل النقابة وتمسكه بدور الصحفي في الدفاع عن الحقيقة في زمن تتغير فيه طبيعة المعلومات وتزداد فيه صعوبة الوصول إلى مصادر الخبر الدقيقة

طرح البعض تساؤلات حول كيفية إدارة المجلس الجديد للعلاقة مع مؤسسات الدولة في ظل التركيبة الجديدة للنقابة وما إذا كانت المرحلة المقبلة ستشهد انفتاحا أكبر أو استمرار لحالة الترقب والحذر المتبادل التي سادت خلال الدورات السابقة

استنكر عدد من أعضاء الجمعية العمومية محاولات التقليل من أهمية الانتخابات مؤكدين أن هذا الاستحقاق يعبر عن إرادة حرة يجب احترامها وأن النقابة ستظل قلعة للصوت الحر والموقف النقابي المستقل الذي يعبر عن قضايا المهنة والمنتسبين إليها

استعرضت بعض المؤسسات الصحفية تغطية مكثفة للحدث الانتخابي وسلطت الضوء على الأجواء التي رافقت الاقتراع منذ انطلاقه وحتى لحظة إعلان النتائج حيث تم بث وقائع الفرز لحظة بلحظة وسط تفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي التي امتلأت بوسوم التهنئة والاحتفاء

اختتم المشهد الانتخابي وسط هتافات تعلو من ساحة النقابة حملت الأمل في مستقبل أفضل للمهنة وتعهدات واضحة بالمضي في طريق الإصلاح النقابي وتطوير أدوات الدفاع عن الصحفيين وحقوقهم وحرياتهم الأساسية في وجه أي تهديدات أو تضييقات

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى