التوترات تتصاعد في الجنوب السوري ومطالبات بحماية دولية بعد مجازر أشرفية صحنايا

شهدت منطقة أشرفية صحنايا في جنوب سوريا تصاعدًا في التوترات الأمنية على خلفية اشتباكات بين قوات الأمن السورية والمجموعات المسلحة، مما أدى إلى مقتل 16 شخصًا على الأقل في أحداث دموية عاصفة.
تنامت هذه الأحداث إثر تداول تسجيل صوتي مهين للنبي محمد، مما دفع العديد من أبناء الطائفة الدرزية، الذين يشكلون غالبية سكان المنطقة، إلى التعبير عن غضبهم ورفضهم للسلطات السورية.
انفجر التوتر في المنطقة بعد ساعات من إعلان الحكومة السورية عن انتهاء الحملة الأمنية في منطقة صحنايا، حيث خرج زعيم الطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري ببيان يطالب فيه بتدخل دولي سريع لحماية الشعب السوري من المجازر المستمرة.
وصرح الهجري بأن الطائفة الدرزية أصبحت ضحية لقتل جماعي ممنهج من قبل العصابات التكفيرية المرتبطة بالحكومة السورية، مؤكداً أن الدعوة إلى تدخل القوات الدولية هي حق مشروع من أجل حماية الأبرياء.
أوضح الهجري في بيانه أن “الحكومة السورية لا يمكن أن تحظى بثقة الطائفة الدرزية بعد ما حدث من مجازر، حيث لا يمكن السكوت عن القتل الممنهج الذي تقوم به جماعات مسلحة مدعومة من النظام”.
كما أضاف أن “الطائفة الدرزية لم تعد قادرة على تحمل المزيد من القتل والعنف، والمجتمع الدولي يجب أن يتحرك فورًا لمساعدة الشعب السوري”.
وفي وقت لاحق، تحدث الهجري عن الأحداث التي شهدها الساحل السوري في مارس الماضي، حيث اعتبر أن الدروز في سوريا يعانون نفس الأوضاع ويواجهون نفس المصير المظلم. وعبر عن أمله في أن تكون هناك استجابة فورية من المجتمع الدولي، لمنع تكرار هذه المجازر.
وفي تطور موازٍ، كانت مدينة جرمانا قد شهدت مواجهات بين قوات الأمن والمجموعات الخارجة عن القانون، وهو ما أدى إلى تمدد رقعة الاشتباكات إلى مناطق أخرى في ريف دمشق مثل صحنايا وأشرفية صحنايا.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، أسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل 16 شخصًا على الأقل، وهو ما أدى إلى تصاعد المخاوف بين السكان المحليين بشأن استمرار العنف في المنطقة.
وردت وزارة الخارجية السورية على هذه الأحداث بتصريحات قاطعة ضد التدخل الخارجي، حيث أكدت في بيان لها رفض الحكومة السورية “القاطع” لأي شكل من أشكال التدخل الدولي في شؤونها الداخلية.
كما اعتبرت الوزارة أن المطالبة بحماية دولية من قبل بعض الجماعات المسلحة، التي ساهمت في أعمال عنف في مناطق سورية متعددة، هي دعوات غير شرعية لا يمكن القبول بها.
وأشارت إلى أن سوريا ملتزمة بحماية جميع مكونات الشعب السوري، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية، الذين كانوا جزءًا أصيلاً من النسيج الوطني السوري.
ومع تفاقم الوضع الأمني، نفذت القوات الإسرائيلية غارات جوية على مناطق في أشرفية صحنايا في خطوة أثارت جدلاً واسعًا.
ادعت إسرائيل أن تلك الغارات كانت تهدف إلى حماية الطائفة الدرزية في سوريا من تهديدات جماعات متطرفة.
وأسفرت الغارات عن مقتل أحد أفراد الأمن السوري وإصابة آخرين، كما أعلنت إسرائيل عن إجلاء ثلاثة سوريين من الطائفة الدرزية لتلقي العلاج الطبي داخل أراضيها.
رغم المواقف المتباينة حول الحملة الأمنية والتدخلات الخارجية، يبقى السؤال الأهم في المنطقة: هل ستستجيب القوى الدولية لمطالبات الحماية، أم أن التوترات ستستمر في التصاعد لتزيد من معاناة الشعب السوري في هذا الجزء المنكوب من البلاد؟