نقابة الصحفيين المصريين .. ثمانية عقود من الدفاع عن الكلمة وحرية التعبير

في رحلة امتدت لأكثر من ثمانين عامًا، تواصل نقابة الصحفيين المصريين أداء دورها كحصن منيع لحماية حرية الصحافة والدفاع عن حقوق الصحفيين، منذ أن تأسست في 31 مارس عام 1941.
هذه المؤسسة، التي بدأت بمئة صحفي فقط، تحولت إلى صوت نقابي راسخ، يشهد على تاريخ طويل من النضال والتطور.
كان الصحفي البارز محمود أبو الفتح أول من تولى منصب نقيب الصحفيين، وقد قدم شقته الخاصة كمقر أول للنقابة في عمارة الإيموبيليا، مما يعكس حجم الإيمان برسالة هذه المهنة منذ البدايات.
وفي ديسمبر من نفس العام، عُقد أول اجتماع للجمعية العمومية بحضور 110 أعضاء، ليبدأ المجلس الأول للنقابة ممارسة مهامه بقيادة عدد من رموز الصحافة المصرية، أبرزهم إبراهيم عبد القادر المازني، ومحمد عبد القادر حمزة.
على مدار العقود، تعاقب على منصب النقيب عدد من الشخصيات التي كان لها بالغ الأثر في مسار النقابة وتاريخها، منهم فكري أباظة الذي قاد النقابة لست دورات متتالية، وحافظ محمود وكامل زهيري وأحمد بهاء الدين، الذين أضافوا للأداء النقابي أبعادًا ثقافية وفكرية غير مسبوقة.
كما ساهم إبراهيم نافع في تحويل النقابة إلى كيان مؤسسي قوي، من خلال تعزيز الخدمات وتحديث البنية التحتية، ومن أبرز إنجازاته تأسيس المبنى الحالي للنقابة في وسط القاهرة، والذي بدأ العمل عليه عام 1997 وتم افتتاحه رسميًا في 2002.
لم يكن الطريق سهلاً، فقد واجهت النقابة تحديات سياسية ومهنية جسيمة، وقدم بعض نقبائها تضحيات جسام، مثل محمود أبو الفتح الذي أُدين سياسيًا وسُجن عام 1954 وتوفي في المنفى. ومع ذلك، بقيت النقابة صامدة، تدافع عن حرية الصحافة في أحلك الظروف.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت النقابة جهودًا لتعزيز حضورها الخدمي والاجتماعي، وتوسيع نطاق الدعم المقدم للصحفيين، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية والمهنية التي تواجه الإعلام في العصر الرقمي.
ويواصل النقيب الحالي خالد البلشي قيادة النقابة في اتجاه يعيد التأكيد على دورها كمدافع عن الحقوق المهنية، وساعٍ لتطوير آليات العمل الصحفي في مصر.