مقالات وآراء

د. محمد عماد صابر يكتب : الحصار الشامل على غزة.. المخطط الصهيوني الأمريكي لخنق المقاومة وإبادة الشعب!

تشهد غزة اليوم واحدة من أعنف موجات الحصار والتجويع والقتل الممنهج في التاريخ الحديث، في ظل تواطؤ دولي وصمت عربي رسمي وشعبي مثير للدهشة. لم يعد العدوان الصهيوني على غزة مجرد حملة عسكرية تقليدية، بل تحول إلى مشروع إبادة جماعية متكامل الأركان، مدعومًا أمريكيًا، وبغطاء إقليمي يستهدف اجتثاث روح المقاومة وتصفية الحاضنة الشعبية في غزة.

“أدوات الحصار والإبادة الجماعية”
منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، اتبع الاحتلال الصهيوني سياسة الأرض المحروقة:

  • منع شامل لدخول الغذاء والدواء والماء والكهرباء.
  • قصف ممنهج للمستشفيات والمدارس والملاجئ.
  • عمليات تهجير قسري واسعة من الشمال إلى الجنوب، ثم محاولات اقتحام رفح لإكمال التطهير العرقي.
  • استخدام أسلحة محرّمة دوليًا مثل القنابل الارتجاجية والفوسفور الأبيض.
    وكل هذه الممارسات موثقة من قبل منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، وتندرج تحت بند جرائم الحرب بل والإبادة الجماعية وفقًا لنظام روما الأساسي.

“الحصار المالي.. سلاح جديد لقتل غزة”
مع فشل العدوان العسكري في إنهاء المقاومة، توجه الحلف الصهيوني الأمريكي إلى تشديد الحصار المالي:

  • الضغط على دول الخليج لمنع أي دعم مالي للمقاومة أو المشاريع الإغاثية.
  • إغلاق المؤسسات الخيرية والإغاثية في السعودية والإمارات والأردن وآخرها اليوم في الكويت وملاحقة المتبرعين.
  • تجفيف منابع الدعم الشعبي والرسمي للمقاومة، حتى أصبحت المساعدات الفردية البسيطة تُلاحق وتُجرّم.

“الدور العربي.. بين التواطؤ والهوان”
مع الأسف، لم يكن الموقف العربي الرسمي أقل فتكًا من القنابل الصهيونية:

  • صمت مطبق من معظم الأنظمة، بل وتعاون أمني وإعلامي واقتصادي مع الحلف الأمريكي الصهيوني.
  • إغلاق المعابر والمنافذ الحدودية، لا سيما من الجانب المصري.
  • حملات تطبيع وتلميع لصورة الاحتلال في الإعلام والتعليم.
    أما الشعوب العربية، فهي تعيش حالة من الانكفاء والانبطاح، إما بفعل القمع الشديد، أو تحت تأثير خطاب التخذيل والتزييف الإعلامي.

“الحل يبدأ من هنا”
لا مخرج من هذا الوضع الكارثي إلا بنهضة شعبية إسلامية شاملة تعيد تعريف الصراع وتضع الأمة أمام مسؤولياتها:

  • إحياء فريضة الجهاد بالمال والنفس والكلمة.
  • دعم المقاومة في فلسطين بكل الوسائل المشروعة.
  • إطلاق حملات عالمية لكسر الحصار ومحاسبة المجرمين.
  • العمل على تغيير الأنظمة القمعية المتواطئة مع الاحتلال، ولو عبر الحراك الشعبي السلمي المنظم.

خاتمة: غزة اليوم ليست مجرد جغرافيا محاصرة، بل هي آخر معاقل الكرامة في وجه المشروع الصهيوني الغربي. وإن سكوتنا عن حصارها هو سكوت عن ديننا وتاريخنا ومستقبلنا.
ولن يسقط المشروع الصهيوني إلا بانتفاضة الأمة على كل من خذلها، وتوحيد الجهد نحو تحرير الأرض والمقدسات.

د. محمد عماد صابر
رئيس المنتدى المصرى- برلمانيون لأجل الحرية
4 مايو 2025

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى