العمالة غير المنتظمة تتعرض للتشويه الإعلامي وتحملوا وزر الصورة السلبية دون وجه حق

تشير الأرقام إلى أن نسبة العمالة غير المنتظمة في مصر تمثل نحو 20% من إجمالي القوى العاملة، حيث يعمل حوالي 2.5 مليون شخص في وظائف مثل البناء، والنجارة، والصناعات اليدوية، وغيرها من الحرف التي تحتاج إلى مهارات خاصة.
يعاني هؤلاء العمال من ظروف صعبة تجعلهم في غاية التحدي، بالإضافة إلى الصور النمطية السلبية التي تروجها بعض وسائل الإعلام والدراما.
أوضح رئيس اتحاد العمال عبدالمنعم الجمل أن الإعلام قد ساهم بشكل كبير في تشويه صورة هؤلاء العمال، مما جعل الكثير منهم يترددون في الكشف عن مهنتهم.
قال الجمل إن الأعمال التي يقوم بها هؤلاء العمال تحظى بأهمية كبيرة في المجتمع، رغم أن الكثير منهم يمتلك مؤهلات علمية وتخصصات أكاديمية، إلا أنهم يعانون من وصمة اجتماعية بسبب الصورة التي تقدمها الدراما والمحتوى الإعلامي.
أضاف الجمل أن المشكلة ليست في ضعف الأجور أو الظروف القاسية فقط، بل تكمن أيضاً في نظرة المجتمع تجاه هذه الفئة من العمالة.
أشار إلى أن بعض وسائل الإعلام تركز على تصورات غير دقيقة عن العمالة غير المنتظمة وتربطها بأعمال ذات طابع سلبي، مما يعزز الفكرة السائدة أن هؤلاء الأشخاص لا يمتلكون مهارات أو تعليم كافٍ.
أكد الخبراء أن الكثير من عمال البناء والنجارة في الواقع يساهمون في مشاريع ضخمة للبنية التحتية، ويؤدون دوراً مهماً في الحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني.
نوهت الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من هذه الفئة قد حصلوا على شهادات تعليمية وشهادات تدريبية، لكنهم لا يجدون الفرصة المناسبة للظهور في المجالات التي تناسب مهاراتهم.
أشار الجمل إلى أنه يجب على وسائل الإعلام أن تبتعد عن هذه التصورات المغلوطة، وتعمل على تسليط الضوء على إنجازات هؤلاء العمال وتقديرهم بشكل يتناسب مع قيمة عملهم.
لفت إلى أن الظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها لا تعني أنهم أقل شأناً من غيرهم، مؤكداً على ضرورة إعادة النظر في كيفية تقديم هؤلاء العمال في وسائل الإعلام.