فولك: آن الأوان لتمكين الأمم المتحدة من حماية الفلسطينيين بعيدًا عن “فيتو” مجلس الأمن

دعا ريتشارد فولك، المقرر الأممي السابق لفلسطين ورئيس مبادرة محكمة غزة، إلى تحرك دولي عاجل يمكّن الجمعية العامة للأمم المتحدة من توفير حماية فعلية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، دون أن تبقى رهينة سلطة النقض “الفيتو” في مجلس الأمن.

وفي مؤتمر صحفي طارئ بإسطنبول، الاثنين، أعرب فولك عن أسفه لـ”تواطؤ الديمقراطيات الليبرالية الغربية في الإبادة الإسرائيلية بغزة”، مؤكداً أن الوقت ينفد لإنقاذ الفلسطينيين بعد 22 شهراً من الحرب.

وأوضح أن محكمة غزة تطالب بتفويض خاص للجمعية العامة، على غرار ما جرى عام 1950 في الحرب الكورية، و1956 أثناء أزمة السويس، حين فُعّلت صلاحيات الأمم المتحدة بعيداً عن شلل الفيتو.

وشدد فولك على أن البديل عن تحرك جاد هو “ضياع ما تبقى من فرص لحماية الشعب الفلسطيني”، داعياً لخطوات عملية تشمل حظر تصدير السلاح لإسرائيل، وتعزيز التضامن الشعبي الدولي، ومقاطعة تل أبيب في المجالات الرياضية والثقافية والعلمية.

وفي معرض حديثه عن الولايات المتحدة، قال فولك إن الرأي العام هناك يشهد تحولاً عميقاً خاصة بين الأوساط اليهودية، لكنه اصطدم بمصالح شركات السلاح ولوبيات النفوذ التي تمسك بزمام الكونغرس.

وأضاف: “بينما يحتفي البيت الأبيض والكونغرس بنتنياهو كـ’بطل عصري’، يراه المجتمع المدني الأمريكي مجرم حرب أخطر من هتلر”.

كما أشار إلى أن المشروع الصهيوني يسعى لـ”ترسيخ التفوق اليهودي وتقليص الوجود الفلسطيني”، وأن إسرائيل لا تكتفي بالعنف في غزة بل تلوّح بإشعال حرب مع إيران لصرف الأنظار عن جرائمها.

يُذكر أن مبادرة محكمة غزة أُطلقت في لندن نوفمبر الماضي، وتضم شخصيات أكاديمية وحقوقية بارزة بينها مايكل لينك، هلال الفار، ونورا عريقات. ومن المنتظر أن تصدر “هيئة محلفي الضمير” قرارها النهائي في اجتماع إسطنبول المقرر أواخر أكتوبر المقبل.

وبحسب إحصاءات حديثة، أسفرت الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن سقوط أكثر من 62 ألف شهيد و156 ألف جريح في غزة، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومجاعة متفاقمة أودت بحياة المئات.