صورة ترامب بزي البابا تثير غضبًا واسعًا وسط حداد عالمي كاثوليكي

أثار نشر صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرتديًا زي بابا الفاتيكان غضبًا واسعًا في الأوساط الدينية والاجتماعية والسياسية وسط استمرار الحداد الرسمي على البابا فرنسيس الذي توفي في الحادي والعشرين من أبريل الماضي
أعاد البيت الأبيض مشاركة الصورة عبر منصته الرسمية بعد نشرها لأول مرة على “تروث سوشيال” ليلة الجمعة مما أدى إلى استهجان كبير خاصة أن الكنيسة الكاثوليكية لا تزال تقيم قداديس يومية لروحه حتى موعد اجتماع الكرادلة لاختيار خليفة جديد الأربعاء المقبل
وصف متابعون هذه الخطوة بالمسيئة نظرا لقدسية اللحظة التي يعيشها العالم الكاثوليكي حيث يُنظر إلى البابا باعتباره “نائب المسيح على الأرض” خاصة في إيطاليا التي يقدر فيها حتى غير المتدينين البابوية بإجلال كبير
أثار نشر الصورة تساؤلات داخل الفاتيكان خلال الإحاطة اليومية السبت بينما عبرت صحف أوروبية عن امتعاضها مما وصفته بـ”الذوق الرديء” والتصرف “غير اللائق” في توقيت حساس كهذا حيث لم تنته بعد فترة الحداد الرسمية التي تستمر تسعة أيام
هاجمت جهات كاثوليكية في الولايات المتحدة ما اعتبرته سخرية غير مبررة من رمز روحي عظيم واعتبرت الصورة لا تتضمن أي بعد إنساني أو احترام للمشاعر العامة بل تستهين بمكانة البابوية ومراسمها المقدسة
رأى مراقبون أن هذه الحادثة تُضاف إلى سلسلة من التصرفات التي أثارت جدلا واسعا حول العلاقة المتوترة بين بعض الزعامات السياسية والرموز الدينية خصوصا في قضايا الهجرة والتعددية الدينية والحريات العقائدية
أثارت الصورة ردود فعل غاضبة في إيطاليا كذلك إذ نشرت صحيفة يسارية الصورة على صفحتها الأولى مع تعليق ينتقد ما وصفته “بجنون العظمة” ويشير إلى إساءة كبرى في لحظة تاريخية حساسة للكنيسة
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من السخط الشعبي بعد إعادة تداول الصورة وانهالت التعليقات التي نددت بما رأت فيه استهزاء غير مسؤول خاصة أن الكرادلة على وشك الدخول في مجمع كنسي مغلق لاختيار رأس الكنيسة الكاثوليكية القادم
رأى متابعون أن المزاح حول شغور الكرسي الرسولي أمر غير مقبول في ظل الحداد الرسمي وأن استخدام الذكاء الاصطناعي في مثل هذه الأمور يزيد من تعقيد الحدود الأخلاقية بين التكنولوجيا والمقدسات
أدى توقيت نشر الصورة إلى تسليط الضوء مجددًا على الفجوة بين بعض الشخصيات السياسية والمؤسسات الدينية وبين رؤية العالم المعاصر لاحترام الرموز الروحية وأهميتها في المجتمعات