العالم العربي

د. محمد عماد صابر : الإمارات وخدمة المشروع الصهيوني!

لم تعد الإمارات مجرد دولة خليجية صغيرة غنية بالنفط، بل تحولت إلى أداة تنفيذية لوظيفة إقليمية تتجاوز حدودها الجغرافية بكثير. فهي اليوم تؤدي دور “الدولة الوظيفية” بامتياز، حيث تعمل على تنفيذ أجندات معادية لطموحات الأمة الإسلامية، من خلال التحالف الصريح مع المشروع الصهيوني، والتغلغل الناعم في البنى الاستراتيجية للدول العربية والإسلامية، وملاحقة الحركات الإسلامية وقوى المقاومة.

“الدولة الوظيفية ومهمتها في تمكين المشروع الصهيوني”
تعيد الإمارات تعريف دور الدولة العربية من فاعل مستقل إلى وكيل وظيفي يعمل لصالح قوى الاحتلال والهيمنة، فتحاول أن تقدم نفسها كـ”بديل آمن وناعم” عن الكيان الصهيوني في مناطق النفوذ الاستراتيجي، عبر مشاريع اقتصادية وتكنولوجية وأمنية، تخفي أهدافًا استعمارية ناعمة.
تمارس الإمارات هذه الأدوات في اختراق الأمن القومي للدول الإسلامية على النحو التالى:

  • الاستحواذ على الموانئ والمطارات: تحكمت الإمارات عبر شركة موانئ دبي في مرافئ استراتيجية في السودان، اليمن، الصومال، ليبيا، ومصر وغيرها.
  • السيطرة على البيانات الرقمية وأنظمة الاتصالات: من خلال تطبيقات مشبوهة أو شركات أمنية مثل “دارك ماتر”.
  • توظيف الاستثمار كسلاح: تقوم الإمارات بضخ استثمارات في البنى التحتية والقطاعات الحيوية للدول لتأمين النفوذ السياسي والأمني.

“خارطة التغلغل الإماراتي في العالم الإسلامي”
1.⁠ ⁠مصر: شريك رئيسي في انقلاب 2013 على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وتورط مباشر في تمويل ودعم النظام العسكري.
الاستحواذ علي شركات استراتيجية وبنوك وبناء مدن غيرخاضعة للسيطرة المصرية والاستيلاء علي الموانئ. والتعلق في سيناء.
2.⁠ ⁠السودان: دور محوري في هندسة التطبيع مع الكيان، ودعم الجنرالات على حساب الحكم المدني. ودعم مليشيات الدعم السريع والاستيلاء علي السودان
3.⁠ ⁠ليبيا: دعم اللواء المتقاعد حفتر بالسلاح والمرتزقة ضد حكومة الوفاق الشرعية.
4.⁠ ⁠تونس: تدخل مالي وإعلامي لدعم الانقلاب على الديمقراطية.

  1. اليمن: سيطرة على الموانئ والجزر، وتأسيس ميليشيات انفصالية في الجنوب. الاستيلاء علي سومطرة ودعم نزلات الانفصال في الجنوب.
    6.⁠ ⁠الصومال: محاولات انقلاب ناعمة وشراء ولاءات سياسية.
    7.⁠ ⁠تركيا: تمويل المعارضة، وتشويه الحكومة، خاصة بعد 2016. وفشل الانقلاب الذي دعمتة وشاركت فية.
    8.⁠ ⁠باكستان وأفغانستان: محاولات اختراق داخلية، ودعم مشاريع ضد التيارات الإسلامية.

“الامتداد في المغرب العربي والمشرق العربي”
المغرب: ضغط إماراتي كبير للانخراط في اتفاقات أبراهام.
وشراكة اقتصادية أمنية مشبوهة تخدم التطبيع.
موريتانيا: نشاط استخباراتي ناعم عبر مشاريع تنموية. ومحاولات إعادة بناء نفوذ بعد فتور العلاقات.
العراق: تغلغل في إقليم كردستان، ومحاولات شراء نفوذ سياسي.
ودعم بعض التيارات السنية التابعة لها.
سوريا: إعادة فتح السفارة في دمشق. تنسيق مع النظام السوري لمحاصرة الإسلاميين. ومحاولة الاقتراب من النظام لتحقيق اجندتها.
الأردن: دعم الحملة على الإخوان.
تنسيق أمني مع الاحتلال. ودعم إعلامي لحملات شيطنة المقاومة.

“الإمارات والمقاومة الفلسطينية”
الإمارات تتبنى موقفًا عدائيًا معلنًا من فصائل المقاومة، خاصة حماس: دعم دحلان كمشروع بديل لحماس. مشاريع تنموية ظاهرها الرحمة وباطنها التطويع. مشاركة استخباراتية مع الاحتلال.
وامتدت هذه الحرب على الحركة الإسلامية والإخوان المسلمين:
تصنيف الجماعة كإرهابية. تمويل الثورات المضادة والانقلابات. شن حملات شيطنة إعلامية وسياسية
والتضييق على أنشطتها في كل الدول وآخرها في الأردن.
هذه المخاطر مفادها تفكيك الجبهة الإسلامية في مواجهة الاحتلال. هندسة بدائل وظيفية عن المقاومة. وتكريس التطبيع كمسار إقليمي شرعي.

“كيف نواجه هذا المشروع؟”
1.⁠ ⁠فضح المشروع إعلاميًا عبر منصات متخصصة.
2.⁠ ⁠دعم الأصوات الحرة في كشف الأدوار التخريبية.
3.⁠ ⁠تعزيز البدائل المقاومة إسلاميًا وشعبيًا.
4.⁠ ⁠دعم التحالفات الإسلامية والوطنية ضد التطبيع.
5.⁠ ⁠بناء تحالف إعلامي وأمني بديل لحماية الأمن القومي.
وبهذا تحولت الإمارات من دولة إلى أداة، ومن شريك عربي إلى منفذ لمشروع الاحتلال. واجب الأمة اليوم هو الوعي، والمواجهة، وبناء البدائل القادرة على حماية الوعي والسيادة والكرامة. فالخطر لم يعد خارجيًا فقط، بل ينطلق من داخل الجسد العربي بثوب عربي وراية خادعة.

د. محمد عماد صابر
5 مايو 2025

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى