وزير إسرائيلي يحرض على تجويع المدنيين في غزة ويؤيد قصف مخازن الغذاء

دعا وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، في مقابلة بثتها القناة السابعة العبرية، إلى تجويع الفلسطينيين في غزة من خلال قصف مخازن الغذاء، مما يعكس تصعيداً خطيراً في الخطاب العدائي تجاه المدنيين.
أثناء المقابلة، أعرب إلياهو عن عدم وجود مشكلة لديه في استهداف مخازن الوقود والغذاء، مضيفاً أنه يجب على سكان غزة أن يعانوا من المجاعة. تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات العسكرية وتأثير الحرب المستمرة على المنطقة، حيث يشدد إلياهو على أهمية الضغط العسكري على سكان غزة.
وردودًا على محادثات إدخال المساعدات الإنسانية، رفض إلياهو هذه الأمور، مشيراً إلى أنها تضعف قدرة القوات الإسرائيلية. كما أشار إلى أن قبول المساعدات يعتبر خطأً من وجهة نظره، متحدثًا بوضوح عن ضرورة استخدام القوة بدلاً من الرحمة.
وقال: “يجب أن نوقف إدخال المساعدات الإنسانية، وإذا سُئلنا عن الضغوط الدولية، فعلينا أن نفتح عليهم أبواب الجحيم، كما قال ترامب”. وأكد أن تناول الطعام من يد يؤيد من يعاديهم يؤثر سلباً على الجنود الإسرائيليين الذين يواجهون أعداء أقوياء.
وأضاف: “حين تصبح الحياة صعبة على المدنيين، ستصبح كذلك على حماس”.
وأضاف إنه لو كان في غزة سكان يخافون على حياتهم “فعليهم تنفيذ برنامج الهجرة الذي ينبغي للحكومة الإسرائيلية أن تدعمه والذي يتم تنفيذه ببطء”.
وحسب قوله “يجب على إسرائيل أن تستغل الدعم الأمريكي وتتحرك بقوة”.
وقال الوزير الإسرائيلي: “آمل أن نتمكن في نهاية المطاف من حسم المعركة ضد العدو، وأن نسخِر الأمريكيين أيضًا. لدينا دعم، ومن واجبنا استغلاله”.
ومضى قائلا: أي وضع يسمح لحماس أو غيرها من المنظمات المتطرفة برفع رؤوسها سيكلفنا الكثير من الدماء”.
ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن إسرائيل تنصلت منه، واستأنفت الإبادة في 18 من الشهر نفسه.
ومنذ 2 مارس الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90 بالمئة من فلسطينيي القطاع من منازلهم، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث يعيشون داخل ملاجئ مكتظة أو في العراء، ما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.
وبدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.