مقالات وآراء

طه الشريف يكتب: سوريا ومحاولات الخروج من النفق المظلم والأطراف الرافضة لذلك!

كانت محاولات الثلة الحاكمة المُمثِلة للشعب السوري، والتي تصدرت عملية الإزاحة لحكم الأسرة العلوية الممتد منذ 54عاما وحتى هروب”بشارالأسد” حاملا معه -كعادة اللصوص- ما خف وزنه وفحش ثمنه! في 7ديسمبرلعام2024،، ولا تزال محاولات الخروج من النفق المظلم بمعالمه مثل الصراعات العِرقية والمذهبية مع التبعية المقيتة للقوى الدولية والإقليمية -دعك من الممانعة المكذوبة!!- وتبعيته كانت لا من أجل الأمن القومي لسوريا بل لضمان امتداد حكم الأسرة الجاثم على صدر الشعب السوري منذ حكم الأب”حافظ”عام 1971.

وحسناً فعلت حكومة”الشرع” والتي قادت الثورة على دمشق قادمة من ادلب بالشراكة الإستراتيجية المُوَفقة مع تركيا تلك الجارة الكبيرة التي تُحسن إنجاح التفاهمات البينية التي تضمن مصلحة الدولتين، والمساعدة على دعم انطلاق سوريا الجديدة غير المُقيّدة بما ترغبه بعض القوى الإقليمية والدولية بقيّد الصراعات العِرقية والدينية وقيد المطامع التي تُحرّك بعض قيادات الطوائف البارعة في الإختفاء خلف الطائفة التي تمثلها لكنها في الحقيقة لا تسعى سوى لمصالح زعامتها وتدفئة حساباتها البنكية المدفوعة والمُحولة إليها من السيد الراعي -أو من أحد وكلائه الإقليميين-!..

وثمّت قوى إقليمية ودولية وأخرى محلية قد أزعجتهم ما ألت إليه الأمور في سوريا الجديدة، والتي تعتبر -ولا شك- تهديداً لمصالحهم وتقويّضاً لأحلامهم لينتهي بهم الأمر إلى ما آلت إليه،، بعدما عاشوا هانئين بمصالحهم في ظل حكم عائلة الأسد!، وبديهي أن تنشط غرف العمليات من أجل افساد التجربة وحمل الشعب السوري على الكفر بالحرية التي دفع ثمنها،، ليعود إلى حظيرة الإستبداد خانعاً مطأطأ الرأس كما حدث مع بعض الأقطار المجاورة!.

استنفارالأطراف الرافضة ضد الخروج السوري من النفق المظلم!

الكيان الصهيوني ومن سواه يرفض كافة مظاهر الحرية لشعوبنا العربية؟! ومن سواه يكشف للمخدوعين في الممانعة المكذوبة لنظام الأسد عن الحب الذي جمع الصهاينة بالنظام المخلوع؟! ومن سوى الصهاينة يفضحون الدور الكبير الذي قامت به عائلة الأسد في حماية أمن إسرائيل من خلال الجيش السوري العربي المُراقب للجولان والباطش بكل من تسول له نفس المساس بأمن اسرائيل؟!
وللعجب فقد بلغ الكِبر مبلغه من الحكومة الإئتلافية الحالية بقيادة “بنيامين نتانياهو” بحيث يصرّح غير واحد منهم،، رغم فشلهم الذريع في القضاء على المقاومة وعجزهم عن استنقاذ أسراهم في غزة، بأنهم لن يسمحوا بأن تتوحد سوريا!،، وأن اسرائيل مستنفرة لتلبية دعوة”موفق طريف” زعيم الدروز في الأرض المحتلة لحماية الدروز في سوريا،، وعليه فقد شن جيش الإحتلال هجوما متواصلا على القواعد العسكرية وعلى المدن السورية متوافقاً مع بعض القلاقل التي قادتها مجموعات مستأجرة من الدروز السوريين في قرى “جرمانا”و”صحناية” قريبة من الزعيم الديني”حكمت الهجري”..

ممثلوا الأكراد: وحدات حماية الشعب الكردي”قسد” جنباً إلى جنب مع
حزب العمال الكردستاني”بي كا كا”..

زعماء الطوائف السورية
من المعروف أن الأرض السورية معقدة التركيب ما بين عرب وكرد وتركمان،، وسنة وشيعة ودروز،، ومسلمون ومسيحيون،، ومشكلة المشاكل ليست في تلك التباينات وحدها،، بل في الزعامات التي تسيّر أمر هذه المكونات وهؤلاء -كما أسلفنا- لا يبالون بطوائفهم ولا أوطانهم بل تغلبهم أحلامهم ومصالحهم الشخصية وعلاقاتهم الخارجية وأولى هذه الطوائف:

ورغم أصالة الأكراد كأحد المكونات الرئيسة لبلادنا العربية والإسلامية إلا أن هذان التنظيمان قد جنحا إلى مجموعة من التحالفات والتي لا تضر بالأمن القومي السوري وحده بل تضر بالأمن القومي العربي من أساسه حينما نعلم حميمية العلاقة بينهما وبين دولة الكيان الصهيوني وخلفه أمريكا،، وبديهي أن تتحرك تلك التنظيمات للحفاظ أولا على المكتسبات التي حققتها مستفيدة من ضعف قبضة النظام المخلوع ومباركته تحركها لتحقيق الهدف المنشود للنظام وللغرب معا وهي أن تصبح تلك التنظيمات رأس حربة للنيل من وحدة تركيا وفصلها عن محيطها العربي والإسلامي، والقوى الغربية لا تريد أكثر من ذلك!

“طائفة الموحدين من الدروز”
وهؤلاء بالشام في سوريا ولبنان وعرب48 بالأرض المحتلة، ولقد نجح الكيان في عزلهم عن محيطهم العربي وتعظيم انتماءهم للدولة العبرية وتجنيدهم دون سواهم في جيش الإحتلال، ولذا فقد أطلق”نتانياهو” بعض التصريحات لتبرير الإعتداء على سوريا لحماية الدروز السوريين، ولا يعني ذلك أن غالبية الدروز يدعمون ما ذهب إليه رئيس وزراء الكيان،، ولقد تبرأ ممثلوا الدروز في السويداء واللاذقية وريف دمشق وعلى لسان زعيمهم السيد”حمود الحناوي” من دعوة زعيم دروز الكيان وأعلنوا ولائهم للدولة السورية على أكمل وجه.
فلول النظام السابق
وهؤلاء لا يدينون بدين وليست لديهم قيم يعيشون من أجلها سوى مصالحهم التي تكفلت بها الأنظمة التي عاشوا في أكنافها،، ومن أجلها يبايعون الشيطان ويحرقون الأرض ويبيدون خضرائها إن تطلب الأمر ذلك!،، ولا تُجدي معهم أي لغة سوى البطش والملاحقة لحماية البلاد والعباد والأعراض من أجل إتقاء شرورهم.

وثمت أطراف أخرى نذكرها في حديث آخر قد ألمهم ضياع مكاسبهم بإزاحة النظام العلوي عن حكم البلاد،، وبإنتزاع الشعب السوري حريته وكرامته بعد قرابة 6عقود كاملة عاش تحت العنف والقهر والإذلال المُتعمّد حتى يوم السابع من ديسمبر الماضي،، وعلى الثلة الحاكمة الإستعداد بالتحرك الإستباقي ضد كافة المؤامرات التي تحاك من قِبل الرافضين للخروج السوري من النفق المظلم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى