سيطرة الاحتلال على محور غزة تفجر الغضب الشعبي وتكشف الصمت المصري

أثار استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة واستكمال السيطرة على محور صلاح الدين الحدودي الممتد بطول 14 كيلومترًا موجة غضب شعبي عارم وفتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول الموقف المصري الرسمي الذي لم يتجاوز حدود الإدانة اللفظية
أكدت التقارير الميدانية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمكنت من فرض وجودها العسكري الكامل على محور فيلادلفيا وهو الشريط العازل الذي يفصل بين الأراضي المصرية والقطاع المحاصر بعرض يبلغ 100 متر ضمن منطقة يحكمها اتفاق السلام المبرم منذ عام 1979 بين الجانبين المصري والإسرائيلي
أوضحت الوثائق العسكرية أن الاتفاقية تضع قيودًا واضحة على انتشار القوات والأسلحة في هذا المحور وتسمح فقط بدوريات محدودة بقوة متفق عليها من الطرفين وهو ما يشير إلى انتهاك صارخ لبنود الاتفاق بعد التوغل الإسرائيلي الأخير
أعلنت حملة شعبية مستقلة تحت اسم باطل إطلاق استفتاء إلكتروني شارك فيه نحو 120 ألف مواطن خلال خمسة أيام لقياس الرأي العام بشأن تقاعس المؤسسة العسكرية المصرية عن وقف الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج الذي يتعرض له سكان قطاع غزة المحاصر
أشار تحليل نتائج التصويت إلى أن غالبية المشاركين يرون أن الموقف المصري متأثر بضغوط خارجية وتوجهات عليا تمنع أي تحرك حاسم في الملف الفلسطيني فيما اعتبر عدد أقل أن أمن الحدود مع غزة لا يشكل أولوية لدى السلطات الرسمية
لفتت الحملة الشعبية إلى أن الجيش المصري باعتباره صاحب السلطة الفعلية وفق الدستور يتحمل المسؤولية المباشرة تجاه حماية الأمن القومي وتحديد طبيعة العلاقة مع الكيان المحتل الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء بتوغله العسكري الأخير
استدرك المتابعون للمشهد أن القاهرة اكتفت بالتعبير عن قلقها بينما تواصلت المأساة الإنسانية في غزة التي يقطنها أكثر من مليوني إنسان محاصرين منذ أعوام تحت ظروف معيشية تزداد قسوة يوماً بعد يوم في ظل انهيار البنية التحتية واستهداف المدنيين
نوه متابعون للشأن الفلسطيني بأن التحركات الشعبية في مصر تعكس حالة من السخط تجاه السياسة الرسمية المرتبكة حيال غزة والتي لم تشهد خطوات عملية حقيقية لردع الاحتلال أو رفع المعاناة عن سكان القطاع المحاصر