فلسطين تعلن غزة “منطقة مجاعة” في ظل الحصار والإبادة الجماعية

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله، عن وضع قطاع غزة تحت حالة المجاعة نتيجة للحصار الإسرائيلي والإبادة الجماعية المستمرة منذ نحو 20 شهراً، مما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً.
في مؤتمر صحفي بمقر الحكومة، أكد مصطفى: “نعلن غزة منطقة مجاعة، ونطلب من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اتخاذ الإجراءات العاجلة وفق التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، والاعتراف بهذا الكارثة والمجاعة”. وقد قدم دعوة قوية للمجتمع الدولي لحماية المدنيين من استخدام الجوع كسلاح حرب، مشدداً على ضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
في إطار هذه الأزمة الإنسانية الطاحنة، ناشد رئيس الوزراء المنظومة الأممية ضرورة تفعيل آلياتها فوراً للتعامل مع غزة، مشيراً إلى أن الحكومة الفلسطينية ستبذل كل ما في وسعها لمواجهة الاعتداءات المستمرة والحد من تأثير المجاعة على المواطنين، والسعي مع المجتمع الدولي لإنقاذ الأرواح وبناء التعافي وإعادة الإعمار.
وتعاني سكان قطاع غزة، الذي يقطنه حوالي 2.4 مليون نسمة، من ظروف إنسانية مروعة بسبب الحصار المتواصل منذ مارس/آذار الماضي، ما أدى إلى انتشار المجاعة وارتفاع عدد حالات الوفاة بسبب الجوع إلى 57 شخصاً، بينهم العديد من الأطفال، وفقًا لتقارير حكومية.
في الوقت نفسه، أكدت مصادر أن المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر صادق على خطة إسرائيلية-أمريكية مشتركة لإدخال المساعدات إلى غزة، بينما اعتبرت المؤسسات الفلسطينية والدولية أن هذه الآلية تتعارض مع المبادئ الإنسانية.
وقال مصطفى: “سنعمل على تجنيد المجتمع الدولي لإنقاذ شعبنا من المجاعة والاعتداء، ولن ندخر جهداً في سبيل تحقيق الأمل والسلام”.
ورفضت الحكومة الفلسطينية برئاسة مصطفى، في بيان لها، الاثنين، الخطة الإسرائيلية المقترحة لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، واعتبرتها محاولة للالتفاف على المؤسسات الأممية، بينما أكدت حركة حماس أنها “أداة ابتزاز سياسي” وتمثل “امتدادا لسياسة التجويع والتشتيت”.
ولأكثر من مرة، حذر مسؤولون فلسطينيون حكوميون وأمميون من مخاطر استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر ومنعها دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وأدوية ووقود ومياه للقطاع منذ شهرين.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 171 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.