ملك الأردن يعزز الشراكة مع واشنطن ويحث على وقف النزاع في غزة خلال جولة دبلوماسية

بحث عاهل الأردن عبد الله الثاني في العاصمة الأمريكية واشنطن تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، إضافة إلى دعوات لوقف النزاع القائم في غزة، وذلك خلال سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين أمريكيين بارزين.
في سياق جولته الخارجية التي تشمل ألبانيا والجبل الأسود والولايات المتحدة، التقى الملك الأردني برئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، وعدد من لجان مجلسي الشيوخ والنواب، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي. تأتي هذه الاجتماعات في وقت بالغ الأهمية لتسليط الضوء على دور الأردن كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد البيان الصادر عن الديوان الملكي الأردني أن الاجتماع مع اللجان المختلفة شمل لجان المخصصات والعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، ولجنة الأمن القومي، حيث تم تناول سبل تعزيز التعاون الثنائي ومناقشة التداعيات الإنسانية للأحداث في غزة.
وفي سياق هذه اللقاءات، تساءل الملك عبد الله عن كيف يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دورًا أكبر في إنهاء الأعمال العدائية في غزة، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لحل سلمي دائم يضمن حقوق جميع الأطراف المعنية.
وتعد الولايات المتحدة داعما أساسيا للأردن، ووقَّع البلدان في سبتمبر/ أيلول 2022 مذكرة تفاهم، تقدم بموجبها واشنطن مساعدات مالية سنوية للمملكة بقيمة 1.45 مليار دولار للفترة بين 2023 و2029.
وأعرب الملك عبد الله عن “الحرص على إدامة التنسيق بما يخدم مصلحة البلدين ويحقق الاستقرار في المنطقة”، وفق ذات المصدر.
وجدد ملك الأردن التأكيد على “ضرورة تكثيف الجهود الدولية لاستعادة وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ جميع مراحله، واستئناف دخول المساعدات الإنسانية، ودعم خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها”.
وحذر عاهل الأردن من “استمرار الاعتداءات على الفلسطينيين بالضفة الغربية، والانتهاكات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”.
وشدد على “أهمية إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين (فلسطينية واسرائيلية)، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية”، لافتا إلى “الدور المهم لواشنطن بهذا الخصوص”، وفق البيان ذاته.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية بغزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 960 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف آخرين، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 171 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتطرقت اللقاءات إلى الأوضاع في سوريا، وأهمية الحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادة أراضيها.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد، بينها 24 عاما تولى خلالها بشار الأسد الرئاسة (2000-2024).
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي أعلنت الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع رئيسا للبلاد خلال فترة انتقالية من المقرر أن تستمر 5 سنوات.