محلل إسرائيلي: نتنياهو في مأزق وترامب يعلق عملية غزة بانتظار جولة الخليج

قال المحلل السياسي الإسرائيلي يوسـي فيرتـر إن العملية العسكرية في قطاع غزة ستبقى “معلّقة” إلى حين انتهاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جولته في منطقة الخليج، التي تشمل السعودية وقطر والإمارات، مشيرًا إلى أن هذه الجولة ذات طابع استراتيجي وتصب في إطار مصالح واشنطن الإقليمية.
وأوضح فيرتر، في تحليل نشرته صحيفة “هآرتس”، أن هذه الجولة تأتي على خلفية مساعٍ أميركية لإعادة تموضع سياسي واقتصادي في المنطقة، مؤكدا أن المواجهات التي وقعت هذا الأسبوع بين إسرائيل وجماعة الحوثي في اليمن يجب أن تُفهم في هذا السياق.
فبعد قصف إسرائيلي لمطار صنعاء، سارع ترامب لإعلان تفاهم مع الحوثيين، في خطوة فسّرها فيرتر بأنها إشارة إلى رغبة واشنطن في إنهاء تدخلها في الملف اليمني، وتحقيق “نصر سياسي” يُضاف إلى رصيد الإدارة الأميركية في ظل حالة من الاضطراب الدولي.
مأزق نتنياهو وارتباط مصيره بترامب
واعتبر المحلل الإسرائيلي أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعيش مأزقاً سياسياً، خاصة مع تضاؤل خياراته في ظل الضغوط الدولية والداخلية، وعدم وضوح مستقبل المفاوضات حول صفقة إطلاق الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
ورأى أن زيارة ترامب للخليج قد تفرض على نتنياهو التنازل عن شروطه، أو قد تؤجل أي اختراق في الملف إلى إشعار آخر، مما يُفسح المجال أمام وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش (الذي وصفه بـ”الفاشي”) لتعزيز نفوذهم والتحريض ضد أي تهدئة.
توتر العلاقة بين ترامب ونتنياهو
وتطرّق الكاتب إلى تاريخ العلاقة بين ترامب ونتنياهو، مشيراً إلى أن “شهر العسل” بين الرجلين انتهى مبكرا رغم التحالف الظاهري، موضحاً أن ترامب بدأ ولايته الثانية وهو يحمل استياءً دفيناً من نتنياهو، متهماً إياه بالكذب والتلاعب ونسب الفضل لنفسه.
وكشف فيرتر أن استياء ترامب بلغ حدّ إقالة مستشاره للأمن القومي مايكل والتز، بعد محادثات سرية أجراها مع نتنياهو لحث واشنطن على شن هجوم على إيران، وهو ما رأى فيه تجاوزاً وخيانة للثقة.
واختتم الكاتب بالقول إن أي تصعيد أو تهدئة في غزة بات مرهونا بجولة ترامب الخليجية، وبما تسفر عنه من تفاهمات إقليمية، في وقت تستمر فيه إسرائيل في التيه السياسي والعسكري تحت قيادة نتنياهو.