ملفات وتقارير

غزة تعلن حالة مجاعة وسط زيادة حادة في أسعار السلع الأساسية

شهد قطاع غزة أزمة إنسانية خانقة، حيث أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني أن المنطقة أصبحت “منطقة مجاعة” نتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر. ازداد الأمر سوءًا مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة، مما يزيد من معاناة سكان القطاع.

تستمر إسرائيل في تنفيذ إبادة جماعية منذ 19 شهرًا، حيث تحرم السكان من الإمدادات الغذائية والطبية. وقد أفادت تقارير أن كيلو الدقيق يُباع بسعر يتراوح حول 9.45 دولار، بينما بلغت أسعار الوقود 27 دولارًا للتر الواحد، مما اضطر السكان إلى تقليص وسائل النقل والاعتماد على الدراجات الهوائية.

كيلو البطاطا وصل إلى 10.80 دولارات، بينما يُباع كيلو البندورة بـ7.30 دولارات، والباذنجان بـ8.10 دولارات. وتُعتبر هذه الأسعار خيالية تحول الحياة اليومية إلى صراع للبقاء.

يقول خالد عبد الرحمن، أحد السكان، إنه اشترى كيلو طحين مقابل 35 شيكلًا، معلقًا: “هذا الكيلو يساوي يوما من الحياة… نأكله رغم فساده، لأنه الخيار الوحيد”. وتتوالى المشاهد المأساوية في الأسواق شبه الخالية، حيث يُفضل البعض المقايضة بالسلع لتأمين احتياجاتهم الأساسية.

منذ بداية شهر مارس، أغلق الكيان الإسرائيلي المعابر أمام دخول المساعدات، مما فاقم من الأوضاع الإنسانية المتدهورة لنحو 2.4 مليون فلسطيني يعيشون في غزة، والذين يعتمدون بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الظروف المأساوية إلى فقراء.

نقترب من المجاعة: الوضع الإنساني يتدهور بسبب نقص المساعدات

تشير الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المنطقة إلى اقتراب خطر المجاعة، حيث تفتقر المجتمعات المحلية إلى الدعم الغذائي الكافي. إغلاق تكيات الطعام التي كانت توفر وجبات بسيطة نتيجة نفاد الإمدادات يزيد من تفاقم أزمة الأغذية.

في حديثه عن الوضع المأساوي، قال محمد جميل، أب لخمسة أطفال: “نقترب من المجاعة.. المخزون لا يكفي لأيام، والأطفال وكبار السن يواجهون الموت البطيء بصمت”. وأضاف بتأثر: “صارت وجبة اليوم ترف.. نقتات على خليط رز وطحين”. هذه الكلمات تعكس واقع الصمود الذي يعيشه العديد من العائلات في ظل ظروف صعبة.

تستمر الأعداد في التزايد، حيث يواجه الناس بشكل يومي تحديات البحث عن الطعام. المؤسسات الإنسانية المحلية والدولية تواجه صعوبات كبيرة في توصيل المساعدات بسبب الوضع الأمني المتوتر ونقص التمويل.

تستدعي هذه الحالة الوضع الانساني لتكون أولوية على المستوى الوطني والدولي. من الضروري تكثيف الجهود لتوفير المساعدات اللازمة وتقديم الدعم للمتضررين قبل أن تواجه المجتمعات نتائج وخيمة.

ويؤكد أن عائلته لم تذق طعم الخضار منذ أكثر من أسبوع، وأن كل وجبة تُحضّر في بيته باتت تعتمد على خلط ما تبقى من الأرز مع كميات قليلة من الدقيق غير الصالح للاستهلاك البشري.

ويتابع بصوت حزين: “بعض أكياس الدقيق تفوح منها رائحة تعفن، لكنهم مضطرون لاستخدامها، نخلطه مع الرز أو المكرونة ونحاول نُشبع بطون الأولاد، المهم يناموا من غير ما يبكوا”.

ويتابع: “حتى هذه الوجبة أصبحت صعبة.. سعر كيلو الدقيق وصل 35 شيكلاً (9.45 دولارات)”.

والأربعاء، أعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي، التي تقدم وجبات طعام لسكان غزة منذ بداية الإبادة، أنها لم تعد قادرة على طهي وجبات جديدة جراء نفاد الإمدادات الغذائية وشحنات الوقود اللازمة لطهي الوجبات أو إعداد الخبز جراء الحصار الإسرائيلي.

وأكدت المنظمة الدولية، أن عملها لا يمكن أن يستمر دون سماح إسرائيل بدخول المساعدات، مشيرة إلى أنها قدّمت خلال الأشهر 18 الماضية في غزة، أكثر من 130 مليون وجبة و26 مليون رغيف خبز.

فيما وصف متحدث اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأوضاع بقطاع غزة الخميس، “جحيم على الأرض”، محذراً من انهيار وشيك للعمل الإنساني جراء استمرار إسرائيل بإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات منذ أكثر من شهرين.

وقال هشام مهنا للأناضول: “الحياة اليومية تحوّلت إلى معركة مستمرة من أجل البقاء، في ظل نزوح جماعي، وفقدان للأحبّة، وحرمان من أبسط مقوّمات الحياة، من غذاء وماء ورعاية صحية ومأوى”.

والأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، قطاع غزة “منطقة مجاعة”، بفعل الحصار الإسرائيلي والإبادة الجماعية المستمرة.

يأتي ذلك في ظل تصريحات للسفير الأمريكي في إسرائيل عن عملية “ستبدأ قريبا” لتوزيع مساعدات غذائية في قطاع غزة دون تدخل تل أبيب، وفق صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.

ولم يشر المسؤول إلى الأمريكي إلى مكان مراكز التوزيع، كانت التفاصيل المعلنة للمبادرة الأمريكية “مثيرة للريبة”، خاصة أنها تحقق نفس الغرض المعلن إسرائيليا من مبادرة تروج لها تل أبيب، في الفترة الأخيرة، وهو “إفراغ شمال غزة من المواطنين الفلسطينيين”.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى