العالم العربي

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة ونصف القنابل مصدرها أوروبا

أعرب جوزيب بوريل، الممثل الأعلى السابق للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية، عن قلقه العميق حيال الأوضاع في غزة، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يشهد واحدة من أكبر عمليات التطهير العرقي منذ الحرب العالمية الثانية، والتي تهدف إلى إنشاء “منتجع سياحي” على أنقاض الفلسطينيين.

في كلمة ألقاها خلال تسلمه جائزة كارلوس الخامس الأوروبية في دير يوستي بإسبانيا، أكد بوريل أن “إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، ونصف القنابل التي تسقط على القطاع مصدرها نحن”، في إشارة واضحة لدور أوروبا في الصراع الدائر. واعتبر أن استمرار هذا الوضع غير مقبول ويجب على الدول الأوروبية مراجعة مواقفها السياسية والاقتصادية تجاه النزاع.

وأضاف بوريل: “إذا كنا نعتبر أنفسنا دعاة للسلام وحقوق الإنسان، فعلينا أن نتحمل المسؤولية عن أفعالنا وأن نواجه الحقائق غير المريحة حول دعمنا لأنظمة قد تنتهك هذه القيم.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وأشار بوريل إلى أن أوروبا تشهد “أكبر عملية تطهير عرقي منذ الحرب العالمية الثانية”، بهدف إنشاء “منتجع سياحي” بعد القضاء على الفلسطينيين، في إشارة إلى مشروع طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يهدف لنقل فلسطيني قطاع غزة إلى دول مجاورة، تحت ذريعة “تحويل القطاع إلى وجهة سياحية عالمية”.

وفي معرض انتقاده لتقصير الاتحاد الأوروبي في اتخاذ إجراء بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة، قال بوريل: “نصف القنابل التي تسقط على القطاع مصدرها نحن”.

وقال: “الاتحاد الأوروبي لا يبذل قصارى جهده”.

كما وجّه بوريل تحذيرًا إلى الأجيال الشابة في أوروبا، حاثًّا إياهم على المضي قدمًا في “التكامل المالي والعسكري في أسرع وقت ممكن”، وإلا سيواجهون خطر انهيار الحضارة الأوروبية في عالمٍ تُشكّله “أسياد الفوضى مثل ترامب، وطغاة مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.

وبين أن “التحدي الرئيسي الذي تواجهه أوروبا لم يعد السلام الداخلي، بل كيفية إدارة علاقاتها مع بقية العالم”.

وأضاف: “القارة الأوروبية يجب أن تتعلم كيفية استيعاب الصدمات الخارجية”.

كما ألقى بوريل باللوم على الاتحاد الأوروبي لبطء استجابته لتسليح أوكرانيا، قائلًا إن “نقص الأسلحة في المراحل الأولى من الغزو الروسي كان له عواقب وخيمة”.

وتسعى مصر إلى تفعيل خطة اعتمدتها كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس/آذار الماضي، وتهدف لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.

لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى