
عجائب عبدالقدوس
بالأمس أقترحت لقب فخر الأمة لكل إنسان نراه بحق فخراً لمصر ..
وهذا الإقتراح موجود ما يماثله في بلاد أخرى مثل “روسيا وانجلترا” وغيرها ..
وعرفته بلادي أيام الحكم الملكي حيث يعطى صاحبه لقب “باشا” ..
إلا أنه فقد قيمته بعد ذلك من كثرة الباشوات الذين حصلوا على هذا اللقب بعيداً عن الكفاءة.
والإقتراح الذي قدمته لقي ترحيباً وإشادة من معظم القراء ..
لكن تظل مشكلة المجاملات التي أفقدت لقب الباشوات قيمته ..
فهو إقتراح جيد ،ولكن الخوف في التطبيق !!
فلابد تكون هناك قواعد صارمة تحكمه ..
أو يعطى لأشخاص يراهم البعض أنهم لا يستحقون لقب فخر الأمة ..
وتتدخل الواسطة و”الكوسة” والمال والسلطة والنفوذ فيفتقد قيمته هو الآخر.
ومن أهم قواعد هذا اللقب أن يكون هناك شبه إجماع من المصريين على أنه يستحق لقب فخر الأمة ..
إنسان لا تتكرر إنجازاته كثيراً ..
وهناك العديد من الناس يقدمون خدمات جليلة لبلادنا ، لكن مثلهم كثيرون ..
ولقب فخر الأمة يعطى فقط للمسيرة الإستثنائية وهو جدير بأن يطلق مثلاً على اللاعب الدولي “محمد صلاح” الذي رفع رأس مصر عالياً في بلاد الإنجليز ..
وقدم نموذج جيد جداً للإنسان المصري ..
فهو بالفعل فخر الأمة.
والدكتور “مجدي يعقوب” كان يعيش في بريطانيا وقدم خدمات جليلة لأبنائها ، وكان من الطبيعي أن يحصل على لقب “سير” ..
والمفاجأة التي لا تعلمها حضرتك وأخبرني بها صديق عزيز أنهم طلبوا منه في البداية التنازل عن جنسيته المصرية لأن اللقب لا يعطى لمزدوجي الجنسية فرفض بشدة التنازل عن جنسيته المصرية ، وفي النهاية تم تغيير قواعد إعطاء هذا اللقب وهو أول من يحصل على لقب “سير” وهو مازال محتفظا بجنسية بلده.
وكان من الطبيعي أن يظل هناك بعد هذا التكريم وحصوله على اللقب من قبل الملكة “اليزابيث” ويعيش معززا مكرما خاصة وأن هذا اللقب له أمتيازات على الأرض ..
وفاجئ الدكتور “مجدي يعقوب” الجميع وعاد إلى بلاده وكأنه مازال في عز شبابه رغم أنه في هذا الوقت تجاوز السبعين من عمره ..
وأقام في “أسوان” أقصى الجنوب يخدم أبناء مصر ..
ألا يستحق لقب فخر الأمة ؟
وهناك نموذج ثالث في ذهني وهي إنسانة زي الفل أبنة شخصية مرموقة في عالم الطب والثقافة وأستاذ جامعي مرموق أقامت منذ سنوات جمعية مهمتها العناية بأبناء الشوارع ..
وتعليمهم والإشراف على تربيتهم حتى الزواج ..
وتعمل في صمت منذ سنوات وبعيدة جداً عن الإعلام ، مع أن عملها غاية في الصعوبة ..
ألا تستحق لقب فخر الأمة عن جدارة ؟
ولا يقتصر اللقب على أصحاب الإنجازات المتميزة بل أيضاً لمن يقومون بأعمال خارقة ..
خاصة في الكوارث وغيرها.
وأخيراً فإن بلادي معروفة منذ أيام الفراعنة بتكريم عظماءها بعد مماتهم ..
وحان الوقت لتكريمهم في حياتهم .
والأفكار الخاصة بلقب فخر الأمة كثيرة ومتنوعة ، لكن الأهم كما ذهب معظم القراء بوجود ضمانات صارمة لكي يكون صاحبه فخراً للأمة بحق وحقيقي وإجماع الغالبية العظمى من أهلها.