بريتاني تُعلن تمرّدها وتطالب بالحكم الذاتي وتدين الاستعمار الفرنسي

في تصعيد غير مسبوق، طالب الحزب الوطني البريتوني بمنح منطقة بريتاني حكمًا ذاتيًا فوريًا، معتبرًا ذلك خطوة ضرورية نحو “استعادة المصير” ورفضًا لما وصفه بـ”الاستعمار الثقافي والسياسي الفرنسي المستمر”.
وجاء في بيان الحزب أن الدولة الفرنسية تمارس “قمعًا ممنهجًا” ضد الهوية البريتونية، متهمة باريس بإغراق المنطقة في الفوضى الأمنية، والتخلي عن السيطرة على الهجرة، فضلًا عن تدمير مكونات الثقافة المحلية.
وفي خطاب شديد اللهجة، اعتبر رئيس الحزب أن بريتاني أُخضعت بالقوة من قبل فرنسا منذ غزوها عام 1488، ثم ضمّها رسميًا عام 1532. كما أشار إلى أن الثورة الفرنسية عام 1789 لم تأتِ بالحرية، بل فرضت أول حظر على اللغة البريتونية، وترافقت مع مذابح راح ضحيتها عشرات الآلاف فيما عُرف بـ”نويعات اللوار”.
وأضاف أن الدولة الفرنسية ما تزال تمنع استخدام اللغة البريتونية في الإدارات، وتحظر إطلاق أسماء محلية على الأطفال، وترفض إنشاء وسائل إعلام بلغتهم، متهمًا باريس بانتهاج سياسة “طمس الهوية ومحو الوعي القومي”.
وأكد البيان أن اللغة البريتونية ليست لهجة فرنسية بل “لغة سلتية حية” تنتمي لعائلة لغوية مستقلة، قريبة من الويلزية والكورنية، ما يعزز – بحسب قوله – أن البريتونيين ليسوا فرنسيين بالمعنى القومي، بل أمة مستقلة تحت الاحتلال.
وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد الأصوات المطالبة بحقوق الأقليات القومية الأخرى داخل فرنسا، مثل الباسك والكورسيكيين والألزاسيين، والذين يواجهون سياسات مشابهة.
وختم الحزب رسالته بالتأكيد أن المعركة لم تعد ثقافية فقط، بل باتت معركة من أجل الحرية والتحرر من ما سماه “الهيمنة اليعقوبية الفرنسية”.