
تراكم التدفقات الرأسمالية فى الدول الخليجية من دخل البترول يعطى تلك الدول فرصة للتصنيع الجاد بالهندسة العكسية لدخول نادى الدول المتقدمة فى العالم. من المعروف أن بترول دول الخليج سينضب فى خلال ٣٠-٤٠ عاما من الآن وستتحول مدن دول الخليج الى مدن أشباح وسيهجرها سكانها كما حدث فى ولاية كاليفورنيا بعد نضوب الذهب وتحولت مدن إستخراج الذهب الى مدن أشباح ghost towns وتراها فى الطريق من سان فرانسيسكو الى لوس انجلوس.
ولمنع تلك النتيجة الحتمية إذا لم نمنع حدوثها يجب وضع خطة للتصنيع فى تلك الدول خصوصا أن مصادر الطاقة متوفرة بسعر معقول ووجود الاموال اللازمة لإنشاء تلك المصانع. ومن حسن الحظ أن حكومات الدول الخليجية حصلت على تريليونات من الدولارات من بيع البترول والغاز. ونظرا لأن رأس المال جبان يمكن أن تأخذ حكومات تلك الدول المخاطرة بإنشاء المصانع ثم تبيعها للقطاع الخاص بعد أن تدخل فى الانتاج وإنعدام المخاطرة حتى يقبل عليها القطاع الخاص. ويوجد مزايا نسبية للتصنيع فى دول الخليج لتوافر اليد العاملة الرخيصة من دول جنوب شرق آسيا والدول العربية مثل مصر والسودان وتونس وغيرها. ويمكن إنشاء المصانع المختلفة من الاجهزة المنزلية مثل الثلاجات والغسالات الى التليفونات ومعدات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والكيماويات والادوية والامصال. ويوجد العديد من الدول التى على إستعداد للمساعدة فى إنشاء المصانع من ألمانيا الى تركيا وماليزيا وأندونيسيا.ويمكن إستعمال الهندسة العكسية للتصنيع مثل مافعلته الصين فى نموها.ويجب أن تخصص الدول الخليجية على الاقل ٥٪ من دخلها لابحاث التصنيع.
ولحدوث نهضة صناعية يجب وجود جامعات تكنولوجية مثل MIT ووادى السليكون ،تجتذب العلماء من الجامعات الامريكية التى أصبحت طاردة لاعضاء هيئات التدريس بها. وهذا مافعلته اليابان بعد الحرب العالمية الثانية وعزوف المستثمرين عن إنشاء المصانع فى اليابان فقامت الدولة بأخذ المخاطرة وأنشأت المصانع وقامت لبيعها بعد دخولها عجلة الانتاج الى القطاع الخاص. وهكذا فعلت كوريا الجنوبية بعد عام ١٩٦٥ بقيادة الزعيم بارك. وبذلك يجد مواطنوا تلك الدول أماكن للعمل والازدهار. وقد قابلت الكويت بحل جزئى لمشكلة نضوب البترول الى صندوق للاجيال القادمة للانفاق عليهم بدون أن تفكر ماهو العمل الذى سيعملون فيه. أما عن الامارات فكبار الاغنياء يقومون بشراء المصانع والعقارات فى الدول العربية الاخرى لكن كل تلك العقارات ستؤول الى أولاد تلك الطبقة بدون حل دائم لشعوب تلك الدول.