أردوغان يؤكد دعم تركيا لاستقرار سوريا وإطلاق مبادرات سلام إقليمية في اجتماع رباعي رفيع بالرياض

شارك رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء، عبر تقنية الاتصال المرئي في اجتماع رباعي استضافته العاصمة السعودية الرياض، بحضور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، والرئيس السوري أحمد الشرع، وسمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
خلال الاجتماع، جدّد الرئيس أردوغان التزام أنقرة بدعم دمشق في حربها على الإرهاب، ولا سيما تنظيم داعش، معلنًا استعداد تركيا لتقديم الخبرات والمساندة اللازمة لإدارة وتأمين مراكز احتجاز عناصر التنظيم. كما أشاد بالقرار الأمريكي التاريخي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، معتبرًا أنه فاتحة لحقبة جديدة من الاستقرار والتنمية في المنطقة.
أبرز الرئيس التركي أن الخطوة الأمريكية ستفتح آفاقًا استثمارية واسعة تشمل قطاعات البنية التحتية، وإعادة الإعمار، والطاقة، والتعليم، والصحة داخل سوريا، داعيًا جميع الشركاء الدوليين إلى الإسهام في هذه الجهود. وأوضح أن أنقرة تسعى إلى رؤية سوريا آمنة مزدهرة تنخرط بفاعلية مع محيطها الإقليمي من دون تهديد لجيرانها.
وفي الشأن الإنساني، شدّد أردوغان على ضرورة وضع حد فوري للمأساة في قطاع غزة، مشيرًا إلى مواصلة تركيا اتصالاتها الدبلوماسية لوقف دوامة العنف هناك. كما عبّر عن أهمية بدء محادثات سلام عاجلة بين موسكو وكييف، مؤكّدًا أن أنقرة ستظل تبذل قصارى جهدها لتسهيل مسار التفاوض ووقف إطلاق النار.
وقال الرئيس التركي إن بلاده ترى في التنسيق الرباعي خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن الجماعي وتحويل التحديات الإقليمية إلى فرص تنمية مشتركة، موضحًا أن أنقرة ستواصل العمل عن كثب مع الرياض وواشنطن ودمشق لضمان تنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها خلال الاجتماع.
في ختام أعمال القمة، اتفق القادة على تشكيل مجموعات عمل مشتركة لمتابعة ملفات مكافحة الإرهاب، وإعادة إعمار سوريا، وتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، على أن تُعقد الجولة المقبلة من المحادثات في أنقرة خلال الربع الأول من العام المقبل.
“إننا أمام لحظة فارقة تتطلب شجاعة سياسية ومسؤولية تاريخية”، قال أردوغان، مضيفًا: “يجب ألا نسمح للمعاناة أن تستمر في غزة أو أن تتجدد في أي بقعة من منطقتنا. بالعمل المشترك سنصنع مستقبلًا أكثر أمنًا ورخاءً لشعوبنا.”